ذكر اختصاصه بالحوالة عليه بعد وفاته تنبيهاً على خلافته وأنه القائم بعده
صفحة 1 من اصل 1
ذكر اختصاصه بالحوالة عليه بعد وفاته تنبيهاً على خلافته وأنه القائم بعده
ذكر اختصاصه بالحوالة عليه بعد
وفاته تنبيهاً على خلافته وأنه القائم بعده
عن جبير بن مطعم أن امرأة أتت النبي صلى الله عليه وسلم
تسأله شيئاً فقال لها ارجعي إلي فقالت له يا رسول الله فإن رجعت ولم أجدك تعرض
بالموت فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "وإن لم تجديني فأت أبا بكر"
أخرجاه والترمذي وأبو حاتم وخرجه صاحب الفضائل عن ابن عباس بزيادة تصريح بها ولفظه
قال جاءت امرأة إلى النبي صلى الله عليه وسلم فسألته شيئاً فقال تعودين قالت يا
رسول الله إن عدت فلم أجدك تعرض بالموت قال "إن جئت فلم تجديني فأت أبا بكر
فإنه الخليفة من بعدي" وقال غريب وجاء في باب الشيخين حديث اليهودي في هذا
المعنى وفي ذكر عمر بعد أبي بكر وقد تقدم في باب الثلاثة حديث الأعرابي وحديث ابن
المصطلق في هذا المعنى وفيه ذكر عثمان بعد عمر.
ذكر اختصاصه بإرادة العهد إليه في
الخلافة ثم ترك ذلك إحالة على إباء الله تعالى خلاف ذلك والمؤمنين
عن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في مرضه
"ادعي لي أبا بكر أباك وأخاك حتى أكتب كتاباً فإني أخاف أن يتمنى متمن ويقول
قائل أنا أولى ويأبى الله والمؤمنون إلا أبا بكر" أخرجاه وعنها أنها قالت
وارأساه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "ذلك لو كان وأنا حي فأستغفر لك
وأدعو لك" فقالت عائشة واثكلاه والله إني لأظنك تحب موتي ولو كان ذلك لظلت
آخر يومك معرساً ببعض أزواجك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "بل أنا
وارأساه قد عممت أو أردت أن أرسل إلى أبي بكر وابنه وأعهد أن يقول القائلون أو
يتمنى المتمنون ثم قلت يأبى الله ويدفع المؤمنون أو يدفع الله ويأبى
المؤمنون" انفرد البخاري بإخراجه وعنها قالت لما ثقل رسول الله صلى الله عليه
وسلم قال لعبد الرحمن بن أبي بكر ائتني بكتف أو لوح حتى أكتب لأبي بكر كتاباً لا
يختلف عليه فلما ذهب عبد الرحمن ليقوم قال أبى الله والمؤمنون أن يختلف على أبي
بكر أخرجه أحمد وعنها قالت لما كان وجع رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي قبض فيه
قال ادعوا إلي أبا بكر فلنكتب لئلا يطمع في الأمر طامع أو يتمنى متمن ثم قال
"يأبى الله والمؤمنون إلا أن يكون أبي فكان أبي خرجه في الفضائل وقال بإسناد
صحيح على شرط الشيخين وعن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في شكايته التي
توفي فيها "يا عائشة ادعي إلي عبد الرحمن بن أبي بكر حتى أكتب لأبي بكر
كتاباً لا يختلف فيه بعدي معاذ الله أن يختلف على أبي بكر أحد من المؤمنين"
خرجه في الفضائل وقال غريب.
ذكر اختصاصه بالسبق إلى أنواع من
البر في اليوم الواحد
عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
"من أصبح منكم اليوم صائماً قال أبو بكر أنا قال "فمن تبع منكم اليوم
جنازة" قال أبو بكر أنا قال "فمن أطعم اليوم منكم مسكيناً" قال أبو
بكر أنا قال "فمن عاد منكم اليوم مريضاً" قال أبو بكر أنا فقال رسول
الله صلى الله عليه وسلم ما اجتمعن في امرئ إلا دخل الجنة أخرجه أحمد ومسلم وعن
أبي أمامة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "أيكم أصبح اليوم
صائما"ً قال فسكت القوم فقال أبو بكر أنا يا رسول الله ثم قال "أيكم
تصدق اليوم على مسكين" قال فسكت القوم فقال أبو بكر أنا يا رسول الله فقال
"أيكم شيع اليوم جنازة" فسكت القوم فقال أبو بكر أنا يا رسول الله وفي
أخرى "أيكم عاد اليوم مريضاً قال أبو بكر أنا فضحك رسول الله صلى الله عليه
وسلم فقال "والذي بعثني بالحق ما جمعهن رجل في اليوم إلا دخل الجنة"
خرجه الملاء في سيرته وعن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأصحابه
"أيكم أصبح صائماً قال أبو بكر أنا قال "فأيكم عاد مريضاً" قال أبو
بكر أنا قال "فأيكم تبع جنازة" قال أبو بكر أنا وخفيت علي الرابعة فقال
"من كملت فيه هذه الأربع بني له بيت في الجنة" خرجه في فضائله وعن أبي
جراد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأصحابه "هل فيكم من عاد مريضاً"
قال أبو بكر أنا قال "فيكم من مشى في جنازة" قال أبو بكر أنا قال
"هل فيكم من تصدق اليوم على مسكين" قال أبو بكر أنا قال "هل فيكم
من أصبح صائماً" قال أبو بكر أنا قال "سبقت أنت سبقت إلى الجنة أربعين
عاماً" وعن عبد الرحمن بن أبي بكر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى الصبح
فلما قضى صلاته قال "أيكم أصبح اليوم صائماً فقال عمر بن الخطاب أما أنا يا
رسول الله بت لا أحدث نفسي بالصوم وأصبحت مفطراً فقال أبو بكر أنا يا رسول بت
الليلة وأنا أحدث نفسي بالصوم فأصبحت صائماً فقال "فأيكم عاد اليوم مريضاً
فقال عمر يا رسول الله إنما صلينا الساعة ولم نبرح فكيف نعود المريض فقال أبو بكر
أنا يا رسول الله أخبروني بالأمس أن أخي عبد الرحمن بن عوف وجع فجعلت طريقي عليه
فسألت به ثم أتيت المسجد فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "فأيكم تصدق
اليوم بصدقة" فقال عمر يا رسول الله ما برحنا معك منذ صلينا أو قال لم نبرح
منذ صلينا فكيف نتصدق فقال أبو بكر أنا يا رسول الله لما جئت من عند عبد الرحمن
دخلت المسجد فإذا سائل يسأل وابن لعبد الرحمن بن أبي بكر ومعه كسرة خبز فأخذتها
فناولتها السائل فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي بكر "فأبشر بالجنة
مرتين فلما سمع عمر بذكر الجنة تنفس فقال هاه فنظر إليه رسول الله صلى الله عليه
وسلم وقال كلمة رضي بها عمر رحم الله عمر إن عمر يقول ما سابقت أبا بكر إلى خير قط
إلا سبقني إليه خرجه بهذا السياق الخلعي وخرج أبو داود منه التصدق بالكسرة في
المسجد في باب المسألة في المساجد وقد ورد مثل هذا لعمر وسيأتي في خصائصه وهو
محمول على أن ذلك كان في يومين اختص أبو بكر بيوم اجتمع له فيه تلك المبرات وعمر
بيوم آخر وعن صلة بن زفر قال كان أبو بكر إذا ذكر عند علي قال السباق والذي نفسي
بيده ما استبقنا إلى خير إلا سبقنا إليه أبو بكر خرجه ابن السمان في الموافقة.
ذكر اختصاصاته بالصلاة إماماً على
فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم وعليها لما ماتت
عن مالك عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده علي بن الحسين قال
ماتت فاطمة بين المغرب والعشاء فحضرها أبو بكر وعمر وعثمان والزبير وعبد الرحمن بن
عوف فلما وضعت ليصلى عليها قال علي رضي الله عنه تقدم يا أبا بكر قال وأنت شاهد يا
أبا الحسن قال نعم تقدم فوالله لا يصلي عليها غيرك فصلى عليها أبو بكر رضي الله
عنهم أجمعين ودفنت ليلاً خرجه البصري وخرجه ابن السمان في الموافقة وفي بعض طرقه
فكبر عليها أربعاً وهذا مغاير لما جاء في الصحيح فإنه ورد في الصحيح أن علياً لم
يبايع أبا بكر حتى ماتت فاطمة وطريان هذا مع عدم البيعة يبعد في الظاهر والغالب
وإن جاز أن يكونوا لما سمعوا بموتها حضروها فاتفق ذلك ثم بايع بعده.
ذكر أن فاطمة لم تمت إلا راضية عن
أبي بكر
عن عامر قال جاء أبو بكر إلى فاطمة وقد اشتد مرضها فاستأذن
عليها فقال لها علي هذا أبو بكر على الباب يستأذن فإن شئت أن تأذني له قالت أوذاك
أحب إليك قال نعم فدخل فاعتذر إليها وكلمها فرضيت عنه وعن الأوزاعي قال بلغني أن
فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم غضبت على أبي بكر فخرج أبو بكر حتى قام
على بابها في يوم حار ثم قال لا أبرح مكاني حتى ترضى عني بنت رسول الله صلى الله
عليه وسلم فدخل عليها علي فأقسم عليها لترضى فرضيت خرجه ابن السمان في الموافقة.
ذكر اختصاصه بالدعاء بخليفة رسول
الله صلى الله عليه وسلم
عن ابن أبي مليكة قال قيل لأبي بكر يا خليفة الله قال لست
بخليفة الله ولكني خليفة رسول الله وأنا راض بذلك خرجه أحمد وأبو عمر وعن ابن عمر
أن أبا بكر بعث يزيد بن أبي سفيان إلى الشام فمشى معهم نحواً من ميلين فقيل له يا
خليفة رسول الله لو انصرفت فقال لا إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من
اغبرت قدماه في سبيل الله عز وجل حرمهما الله على النار خرجه في فضائله وقد تقدم
في ذكر ثبات قلبه وشدة بأسه يوم الردة وقول علي رضي الله عنه لما خرج إلى قتال أهل
الردة إلى أين يا خليفة رسول الله ولا خلاف بين فرق المسلمين من الموافقين
والمخالفين أن أبا بكر كان يدعى بخليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يدع بذلك
أحد غيره.
ذكر اختصاص بيته بوجود أربعة فيه
بعضهم ولد بعض كلهم رأوا النبي صلى الله عليه وسلم وآمنوا به
وسمعوا كلامه ورووا عنه وهم أبو بكر وأبوه أبو قحافة وابنته أسماء وابنها عبد الله
بن الزبير وأيضاً وجد فيه أربعة بعضهم ولد بعض لثلاثة منهم رؤية ورواية وواحد صحت
له رؤية دون رواية عن موسى بن عقبة قال لا نعلم أربعة أدركوا النبي صلى الله عليه
وسلم هم وأبناؤهم إلا هؤلاء الأربعة أبو قحافة وأبو بكر وعبد الرحمن بن أبي بكر
وأبو عتيق بن عبد الرحمن بن أبي بكر واسم أبي عتيق محمد خرجه القاضي أبو بكر بن
مخلد وهذا أبو عتيق ولد في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم قال البخاري وصحت له
رضية ولم تصح له رواية وهذه منقبة في بيت أحد من أصحاب رسول الله صلى الله عليه
وسلم لا على الوصف الأول ولا على الوصف الثاني إلا في بيت أبي بكر على الوصفين كما
ذكرناه والله أعلم.
ذكر اختصاصه بآي من القرآن أنزلت
فيه أو بسببه
منها قوله تعالى "إلا تنصروه فقد نصره الله إذ أخرجه
الذين كفروا ثاني اثنين إذ هما في الغار إذ يقول لصاحبه" الآية لا خلاف أن
المراد بأحد الاثنين أبو بكر وأنه المراد بصاحبه وقد تقدم ذلك في قصة الغار من
الصحيحين وغيرهما وعن الحسن قال والله لقد عاب الله عز وجل أهل الأرض جميعاً بهذه
الآية إلا أبا بكر خرجه في فضائله وعن الشعبي مثله خرجه الواحدي وعن عمرو بن
الحارث أن أبا بكر قال أيكم يقرأ سورة التوبة قال رجل أنا فقرأ فلما بلغ "إذ
يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا" فبكى أبو بكر وقال أنا والله صاحبه وقال
ابن عباس في قوله تعالى "فأنزل الله سكينته عليه" يعني على أبي بكر فأما
النبي صلى الله عليه وسلم فكانت السكينة عليه قبل ذلك ومنها قوله تعالى "ولا
يأتل أولوا الفضل منكم والسعة أن يؤتوا أولى القربى" الآية عن عائشة في حديث
الإفك قصة مسطح بن أثاثة قالت حلف أبو بكر أن لا ينفق على مسطح أبداً فنزل قوله
تعالى "ولا يأتل أولوا الفضل منكم" إلى "ألا تحبون أن يغفر الله
لكم" قال أبو بكر والله إني لأحب أن يغفر الله لي فرجع إلى مسطح النفقة التي
كان ينفق عليه فقال لا أنزعها أبداً أخرجاه ومنها قوله تعالى "واتبع سبيل من
أناب إلي" عن ابن عباس أنها نزلت في أبي بكر والخطاب لسعد بن أبي وقاص ذكره
الواحدي وقيل المراد النبي صلى الله عليه وسلم ذكره الماوردي ومنها "والذي
جاء بالصدق وصدق به" عن علي قال جاء بالصدق محمد صلى الله عليه وسلم وصدق به
أبو بكر خرجه ابن السمان في الموافقة وخرجه في فضائله ومنها "أمن هو قانت
آناء الليل ساجداً وقائماً" الآية عن أبي عباس قال نزلت في أبي بكر وقيل غير
ذلك ومنها قوله تعالى "إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا" عن ابن
عباس قال نزلت في أبي بكر ذكره الواحدي
ومنها قوله تعالى "أفمن يلقى في النار خير أم من يأتي
آمناً يوم القيامة" عن ابن عباس قال هو أبو جهل وأبو بكر وقيل غير ذلك حكاه
الثعلبي ومنها قوله تعالى "حتى إذا بلغ أشده وبلغ أربعين سنة" إلى قوله
"من المسلمين" عن ابن عباس قال نزلت في أبي بكر فاستجاب الله له فأسلم
له والده وأولاده كلهم رواه عقيل بن خالد وقد تقدم ذكرها في ذكر إسلام أمه ومنها
قوله تعالى "لا يستوي منكم من أنفق من قبل الفتح" الآية قال الكلبي نزلت
في أبي بكر ذكره الواحدي ومنها قوله تعالى "لا تجد قوماً يؤمنون بالله واليوم
الآخر يوادون من حاد الله ورسوله" الآية عن ابن جريج أن أبا قحافة سب النبي
صلى الله عليه وسلم فصكه أبو بكر صكة شديدة سقط منها ثم ذكر للنبي صلى الله عليه
وسلم قال أفعلته قال نعم قال فلا تعد إليه فقال أبو بكر والله لو كان السيف قريباً
مني لقتلته فنزلت خرجه الواحدي وأبو الفرج وقيل نزلت في جماعة وقد تقدم ومنها قوله
تعالى "فأما من أعطى واتقى" عن عبد الله بن زبير عن بعض أهله قال: قال
أبو قحافة لابنه أبي بكر أراك تعتق رقاباً ضعافاً فلو أنك إذا فعلت ما فعلت أعتقت
رجالاً يمنعونك ويقومون دونك فقال أبو بكر يا أبت إنما أريد ما أريد قال فما نزلت
هذه الآيات إلا فيه وفيما قاله أبوه "فأما من أعطى واتقى وصدق بالحسنى"
إلى آخر السورة خرجه ابن إسحاق الواحدي في أسباب النزول وقد روي ما يدل على حكمها
عن علي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "ما منكم من أحد
إلا كتب مقعده من الجنة ومقعده من النار" قالوا يا رسول الله أفلا نتكل قال
"اعملوا فكل ميسر لما خلق له" ثم قرأ "فأما من أعطى واتقى وصدق
بالحسنى فسنيسره لليسرى وأما من بخل واستغنى وكذب بالحسنى فسنيسره للعسرى"
أخرجاه ولا تضاد بينهما لجواز أن يكون نزلت بسبب فعل أبي بكر ثم عمم الحكم وعن ابن
عباس أن أبا بكر لما اشترى بلالاً وأعتقه قال المشركون ما فعل ذلك أبو بكر إلا ليد
كانت لبلال عنده فنزلت "وما لأحد عنده من نعمة تجزى" إلى آخر السورة
خرجه الواحدي وعن ابن مسعود أن السورة كلها نزلت مدحاً في أبي بكر الصديق وما فيها
من ذم في أمية بن خلف سيد بلال الذي ابتاعه أبو بكر منه فقوله تعالى "إن
سعيكم لشتى" سعي أبي بكر وأمية "فأما من أعطى واتقى وصدق بالحسنى"
لا أله إلا الله يعني أبا بكر "فسنيسره لليسرى" الجنة "وأما من بخل
واستغنى وكذب بالحسنى" بلا إله إلا الله يعني أمية وأبيا "فسنيسره
للعسرى" النار تردى مات وهلك الأشقى الذي كذب وتولى أمية وأبي
الفصل العاشر
فيما جاء متضمناً أفضليته
وجميع أحاديث هذا الفصل دخلت في الفصل قبله لكونها خصائص وفي
أبواب قبله ونحن ننبه عليها ليقع الاستدلال بها في بابها وتعلم أماكنها فتستخرج
منها عند إرادتها فمن ذلك أحاديث أولية إسلامه وفيه حديث أبي سعيد عنه ألست أحق
لهذا الأمر ألست صاحب كذا وهو في فصل أنه أول الناس إسلاماً ومنها أحاديث لو كنت
متخذاً خليلاً ووجه دلالتها على الأفضلية أنه لم يعدل عنه بالخلة إلا إلى الله
تعالى ولم يؤهل للخلة أحداً من المخلوقين غيره فإن صح حديث أبي في اتخاذه صلى الله
عليه وسلم أبا بكر خليلاً فأعظم به ومنها حديث جابر في أنه خير الخلق وأفضلهم بعده
صلى الله عليه وسلم وحديث أنس في أنه خير أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وحديث
أبي الدرداء في أنه خير من طلعت عليه الشمس بعد النبيين وحديث جابر في أنه أفضل
الصحابة في الدنيا والآخرة وأحاديث ابن عمر في التخيير وهي مذكورة في باب الثلاثة
منها كنا نخير بين الصحابة فنخير أبا بكر ومنها خير الناس أبو بكر وحديث محمد بن
الحنفية عن علي أنه خير الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم وحديث عبد خير
وحديث النزال بن سبرة وحديث أبي جحيفة ومحمد بن الحنفية أيضاً كلهم عن علي مثله
كلها في باب أبي بكر وعمر وحديث أبو بكر سيدنا وخيرنا وحديثه الآخر إن الله قد جمع
أمركم على خيركم وحديث علي بن أبي طالب تركتكم فإن يرد الله بكم خيراً يجمعكم على
خيركم كما جمعنا بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم على خيرنا وحديث ابن مسعود أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم جعل إمامناً خيرنا وحديث أبي أمامة في راجحيته
بالأمة وحديث ابن عمر مثله كلاهما في باب ما دون العشرة وحديث أبي بكر في راجحيته
بعمر ثم بعثمان في باب الثلاثة وحديث أبي سعيد كان أبو بكر أعلمنا وحديثه الآخر في
المعنى وحديث أبي المعلي في معناه أيضاً وتقدم في باب الأربعة والثلاثة والشيخين
ما يدل على طرف من ذلك تصريحاً وتلويحاً.
وفاته تنبيهاً على خلافته وأنه القائم بعده
عن جبير بن مطعم أن امرأة أتت النبي صلى الله عليه وسلم
تسأله شيئاً فقال لها ارجعي إلي فقالت له يا رسول الله فإن رجعت ولم أجدك تعرض
بالموت فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "وإن لم تجديني فأت أبا بكر"
أخرجاه والترمذي وأبو حاتم وخرجه صاحب الفضائل عن ابن عباس بزيادة تصريح بها ولفظه
قال جاءت امرأة إلى النبي صلى الله عليه وسلم فسألته شيئاً فقال تعودين قالت يا
رسول الله إن عدت فلم أجدك تعرض بالموت قال "إن جئت فلم تجديني فأت أبا بكر
فإنه الخليفة من بعدي" وقال غريب وجاء في باب الشيخين حديث اليهودي في هذا
المعنى وفي ذكر عمر بعد أبي بكر وقد تقدم في باب الثلاثة حديث الأعرابي وحديث ابن
المصطلق في هذا المعنى وفيه ذكر عثمان بعد عمر.
ذكر اختصاصه بإرادة العهد إليه في
الخلافة ثم ترك ذلك إحالة على إباء الله تعالى خلاف ذلك والمؤمنين
عن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في مرضه
"ادعي لي أبا بكر أباك وأخاك حتى أكتب كتاباً فإني أخاف أن يتمنى متمن ويقول
قائل أنا أولى ويأبى الله والمؤمنون إلا أبا بكر" أخرجاه وعنها أنها قالت
وارأساه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "ذلك لو كان وأنا حي فأستغفر لك
وأدعو لك" فقالت عائشة واثكلاه والله إني لأظنك تحب موتي ولو كان ذلك لظلت
آخر يومك معرساً ببعض أزواجك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "بل أنا
وارأساه قد عممت أو أردت أن أرسل إلى أبي بكر وابنه وأعهد أن يقول القائلون أو
يتمنى المتمنون ثم قلت يأبى الله ويدفع المؤمنون أو يدفع الله ويأبى
المؤمنون" انفرد البخاري بإخراجه وعنها قالت لما ثقل رسول الله صلى الله عليه
وسلم قال لعبد الرحمن بن أبي بكر ائتني بكتف أو لوح حتى أكتب لأبي بكر كتاباً لا
يختلف عليه فلما ذهب عبد الرحمن ليقوم قال أبى الله والمؤمنون أن يختلف على أبي
بكر أخرجه أحمد وعنها قالت لما كان وجع رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي قبض فيه
قال ادعوا إلي أبا بكر فلنكتب لئلا يطمع في الأمر طامع أو يتمنى متمن ثم قال
"يأبى الله والمؤمنون إلا أن يكون أبي فكان أبي خرجه في الفضائل وقال بإسناد
صحيح على شرط الشيخين وعن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في شكايته التي
توفي فيها "يا عائشة ادعي إلي عبد الرحمن بن أبي بكر حتى أكتب لأبي بكر
كتاباً لا يختلف فيه بعدي معاذ الله أن يختلف على أبي بكر أحد من المؤمنين"
خرجه في الفضائل وقال غريب.
ذكر اختصاصه بالسبق إلى أنواع من
البر في اليوم الواحد
عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
"من أصبح منكم اليوم صائماً قال أبو بكر أنا قال "فمن تبع منكم اليوم
جنازة" قال أبو بكر أنا قال "فمن أطعم اليوم منكم مسكيناً" قال أبو
بكر أنا قال "فمن عاد منكم اليوم مريضاً" قال أبو بكر أنا فقال رسول
الله صلى الله عليه وسلم ما اجتمعن في امرئ إلا دخل الجنة أخرجه أحمد ومسلم وعن
أبي أمامة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "أيكم أصبح اليوم
صائما"ً قال فسكت القوم فقال أبو بكر أنا يا رسول الله ثم قال "أيكم
تصدق اليوم على مسكين" قال فسكت القوم فقال أبو بكر أنا يا رسول الله فقال
"أيكم شيع اليوم جنازة" فسكت القوم فقال أبو بكر أنا يا رسول الله وفي
أخرى "أيكم عاد اليوم مريضاً قال أبو بكر أنا فضحك رسول الله صلى الله عليه
وسلم فقال "والذي بعثني بالحق ما جمعهن رجل في اليوم إلا دخل الجنة"
خرجه الملاء في سيرته وعن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأصحابه
"أيكم أصبح صائماً قال أبو بكر أنا قال "فأيكم عاد مريضاً" قال أبو
بكر أنا قال "فأيكم تبع جنازة" قال أبو بكر أنا وخفيت علي الرابعة فقال
"من كملت فيه هذه الأربع بني له بيت في الجنة" خرجه في فضائله وعن أبي
جراد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأصحابه "هل فيكم من عاد مريضاً"
قال أبو بكر أنا قال "فيكم من مشى في جنازة" قال أبو بكر أنا قال
"هل فيكم من تصدق اليوم على مسكين" قال أبو بكر أنا قال "هل فيكم
من أصبح صائماً" قال أبو بكر أنا قال "سبقت أنت سبقت إلى الجنة أربعين
عاماً" وعن عبد الرحمن بن أبي بكر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى الصبح
فلما قضى صلاته قال "أيكم أصبح اليوم صائماً فقال عمر بن الخطاب أما أنا يا
رسول الله بت لا أحدث نفسي بالصوم وأصبحت مفطراً فقال أبو بكر أنا يا رسول بت
الليلة وأنا أحدث نفسي بالصوم فأصبحت صائماً فقال "فأيكم عاد اليوم مريضاً
فقال عمر يا رسول الله إنما صلينا الساعة ولم نبرح فكيف نعود المريض فقال أبو بكر
أنا يا رسول الله أخبروني بالأمس أن أخي عبد الرحمن بن عوف وجع فجعلت طريقي عليه
فسألت به ثم أتيت المسجد فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "فأيكم تصدق
اليوم بصدقة" فقال عمر يا رسول الله ما برحنا معك منذ صلينا أو قال لم نبرح
منذ صلينا فكيف نتصدق فقال أبو بكر أنا يا رسول الله لما جئت من عند عبد الرحمن
دخلت المسجد فإذا سائل يسأل وابن لعبد الرحمن بن أبي بكر ومعه كسرة خبز فأخذتها
فناولتها السائل فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي بكر "فأبشر بالجنة
مرتين فلما سمع عمر بذكر الجنة تنفس فقال هاه فنظر إليه رسول الله صلى الله عليه
وسلم وقال كلمة رضي بها عمر رحم الله عمر إن عمر يقول ما سابقت أبا بكر إلى خير قط
إلا سبقني إليه خرجه بهذا السياق الخلعي وخرج أبو داود منه التصدق بالكسرة في
المسجد في باب المسألة في المساجد وقد ورد مثل هذا لعمر وسيأتي في خصائصه وهو
محمول على أن ذلك كان في يومين اختص أبو بكر بيوم اجتمع له فيه تلك المبرات وعمر
بيوم آخر وعن صلة بن زفر قال كان أبو بكر إذا ذكر عند علي قال السباق والذي نفسي
بيده ما استبقنا إلى خير إلا سبقنا إليه أبو بكر خرجه ابن السمان في الموافقة.
ذكر اختصاصاته بالصلاة إماماً على
فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم وعليها لما ماتت
عن مالك عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده علي بن الحسين قال
ماتت فاطمة بين المغرب والعشاء فحضرها أبو بكر وعمر وعثمان والزبير وعبد الرحمن بن
عوف فلما وضعت ليصلى عليها قال علي رضي الله عنه تقدم يا أبا بكر قال وأنت شاهد يا
أبا الحسن قال نعم تقدم فوالله لا يصلي عليها غيرك فصلى عليها أبو بكر رضي الله
عنهم أجمعين ودفنت ليلاً خرجه البصري وخرجه ابن السمان في الموافقة وفي بعض طرقه
فكبر عليها أربعاً وهذا مغاير لما جاء في الصحيح فإنه ورد في الصحيح أن علياً لم
يبايع أبا بكر حتى ماتت فاطمة وطريان هذا مع عدم البيعة يبعد في الظاهر والغالب
وإن جاز أن يكونوا لما سمعوا بموتها حضروها فاتفق ذلك ثم بايع بعده.
ذكر أن فاطمة لم تمت إلا راضية عن
أبي بكر
عن عامر قال جاء أبو بكر إلى فاطمة وقد اشتد مرضها فاستأذن
عليها فقال لها علي هذا أبو بكر على الباب يستأذن فإن شئت أن تأذني له قالت أوذاك
أحب إليك قال نعم فدخل فاعتذر إليها وكلمها فرضيت عنه وعن الأوزاعي قال بلغني أن
فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم غضبت على أبي بكر فخرج أبو بكر حتى قام
على بابها في يوم حار ثم قال لا أبرح مكاني حتى ترضى عني بنت رسول الله صلى الله
عليه وسلم فدخل عليها علي فأقسم عليها لترضى فرضيت خرجه ابن السمان في الموافقة.
ذكر اختصاصه بالدعاء بخليفة رسول
الله صلى الله عليه وسلم
عن ابن أبي مليكة قال قيل لأبي بكر يا خليفة الله قال لست
بخليفة الله ولكني خليفة رسول الله وأنا راض بذلك خرجه أحمد وأبو عمر وعن ابن عمر
أن أبا بكر بعث يزيد بن أبي سفيان إلى الشام فمشى معهم نحواً من ميلين فقيل له يا
خليفة رسول الله لو انصرفت فقال لا إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من
اغبرت قدماه في سبيل الله عز وجل حرمهما الله على النار خرجه في فضائله وقد تقدم
في ذكر ثبات قلبه وشدة بأسه يوم الردة وقول علي رضي الله عنه لما خرج إلى قتال أهل
الردة إلى أين يا خليفة رسول الله ولا خلاف بين فرق المسلمين من الموافقين
والمخالفين أن أبا بكر كان يدعى بخليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يدع بذلك
أحد غيره.
ذكر اختصاص بيته بوجود أربعة فيه
بعضهم ولد بعض كلهم رأوا النبي صلى الله عليه وسلم وآمنوا به
وسمعوا كلامه ورووا عنه وهم أبو بكر وأبوه أبو قحافة وابنته أسماء وابنها عبد الله
بن الزبير وأيضاً وجد فيه أربعة بعضهم ولد بعض لثلاثة منهم رؤية ورواية وواحد صحت
له رؤية دون رواية عن موسى بن عقبة قال لا نعلم أربعة أدركوا النبي صلى الله عليه
وسلم هم وأبناؤهم إلا هؤلاء الأربعة أبو قحافة وأبو بكر وعبد الرحمن بن أبي بكر
وأبو عتيق بن عبد الرحمن بن أبي بكر واسم أبي عتيق محمد خرجه القاضي أبو بكر بن
مخلد وهذا أبو عتيق ولد في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم قال البخاري وصحت له
رضية ولم تصح له رواية وهذه منقبة في بيت أحد من أصحاب رسول الله صلى الله عليه
وسلم لا على الوصف الأول ولا على الوصف الثاني إلا في بيت أبي بكر على الوصفين كما
ذكرناه والله أعلم.
ذكر اختصاصه بآي من القرآن أنزلت
فيه أو بسببه
منها قوله تعالى "إلا تنصروه فقد نصره الله إذ أخرجه
الذين كفروا ثاني اثنين إذ هما في الغار إذ يقول لصاحبه" الآية لا خلاف أن
المراد بأحد الاثنين أبو بكر وأنه المراد بصاحبه وقد تقدم ذلك في قصة الغار من
الصحيحين وغيرهما وعن الحسن قال والله لقد عاب الله عز وجل أهل الأرض جميعاً بهذه
الآية إلا أبا بكر خرجه في فضائله وعن الشعبي مثله خرجه الواحدي وعن عمرو بن
الحارث أن أبا بكر قال أيكم يقرأ سورة التوبة قال رجل أنا فقرأ فلما بلغ "إذ
يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا" فبكى أبو بكر وقال أنا والله صاحبه وقال
ابن عباس في قوله تعالى "فأنزل الله سكينته عليه" يعني على أبي بكر فأما
النبي صلى الله عليه وسلم فكانت السكينة عليه قبل ذلك ومنها قوله تعالى "ولا
يأتل أولوا الفضل منكم والسعة أن يؤتوا أولى القربى" الآية عن عائشة في حديث
الإفك قصة مسطح بن أثاثة قالت حلف أبو بكر أن لا ينفق على مسطح أبداً فنزل قوله
تعالى "ولا يأتل أولوا الفضل منكم" إلى "ألا تحبون أن يغفر الله
لكم" قال أبو بكر والله إني لأحب أن يغفر الله لي فرجع إلى مسطح النفقة التي
كان ينفق عليه فقال لا أنزعها أبداً أخرجاه ومنها قوله تعالى "واتبع سبيل من
أناب إلي" عن ابن عباس أنها نزلت في أبي بكر والخطاب لسعد بن أبي وقاص ذكره
الواحدي وقيل المراد النبي صلى الله عليه وسلم ذكره الماوردي ومنها "والذي
جاء بالصدق وصدق به" عن علي قال جاء بالصدق محمد صلى الله عليه وسلم وصدق به
أبو بكر خرجه ابن السمان في الموافقة وخرجه في فضائله ومنها "أمن هو قانت
آناء الليل ساجداً وقائماً" الآية عن أبي عباس قال نزلت في أبي بكر وقيل غير
ذلك ومنها قوله تعالى "إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا" عن ابن
عباس قال نزلت في أبي بكر ذكره الواحدي
ومنها قوله تعالى "أفمن يلقى في النار خير أم من يأتي
آمناً يوم القيامة" عن ابن عباس قال هو أبو جهل وأبو بكر وقيل غير ذلك حكاه
الثعلبي ومنها قوله تعالى "حتى إذا بلغ أشده وبلغ أربعين سنة" إلى قوله
"من المسلمين" عن ابن عباس قال نزلت في أبي بكر فاستجاب الله له فأسلم
له والده وأولاده كلهم رواه عقيل بن خالد وقد تقدم ذكرها في ذكر إسلام أمه ومنها
قوله تعالى "لا يستوي منكم من أنفق من قبل الفتح" الآية قال الكلبي نزلت
في أبي بكر ذكره الواحدي ومنها قوله تعالى "لا تجد قوماً يؤمنون بالله واليوم
الآخر يوادون من حاد الله ورسوله" الآية عن ابن جريج أن أبا قحافة سب النبي
صلى الله عليه وسلم فصكه أبو بكر صكة شديدة سقط منها ثم ذكر للنبي صلى الله عليه
وسلم قال أفعلته قال نعم قال فلا تعد إليه فقال أبو بكر والله لو كان السيف قريباً
مني لقتلته فنزلت خرجه الواحدي وأبو الفرج وقيل نزلت في جماعة وقد تقدم ومنها قوله
تعالى "فأما من أعطى واتقى" عن عبد الله بن زبير عن بعض أهله قال: قال
أبو قحافة لابنه أبي بكر أراك تعتق رقاباً ضعافاً فلو أنك إذا فعلت ما فعلت أعتقت
رجالاً يمنعونك ويقومون دونك فقال أبو بكر يا أبت إنما أريد ما أريد قال فما نزلت
هذه الآيات إلا فيه وفيما قاله أبوه "فأما من أعطى واتقى وصدق بالحسنى"
إلى آخر السورة خرجه ابن إسحاق الواحدي في أسباب النزول وقد روي ما يدل على حكمها
عن علي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "ما منكم من أحد
إلا كتب مقعده من الجنة ومقعده من النار" قالوا يا رسول الله أفلا نتكل قال
"اعملوا فكل ميسر لما خلق له" ثم قرأ "فأما من أعطى واتقى وصدق
بالحسنى فسنيسره لليسرى وأما من بخل واستغنى وكذب بالحسنى فسنيسره للعسرى"
أخرجاه ولا تضاد بينهما لجواز أن يكون نزلت بسبب فعل أبي بكر ثم عمم الحكم وعن ابن
عباس أن أبا بكر لما اشترى بلالاً وأعتقه قال المشركون ما فعل ذلك أبو بكر إلا ليد
كانت لبلال عنده فنزلت "وما لأحد عنده من نعمة تجزى" إلى آخر السورة
خرجه الواحدي وعن ابن مسعود أن السورة كلها نزلت مدحاً في أبي بكر الصديق وما فيها
من ذم في أمية بن خلف سيد بلال الذي ابتاعه أبو بكر منه فقوله تعالى "إن
سعيكم لشتى" سعي أبي بكر وأمية "فأما من أعطى واتقى وصدق بالحسنى"
لا أله إلا الله يعني أبا بكر "فسنيسره لليسرى" الجنة "وأما من بخل
واستغنى وكذب بالحسنى" بلا إله إلا الله يعني أمية وأبيا "فسنيسره
للعسرى" النار تردى مات وهلك الأشقى الذي كذب وتولى أمية وأبي
الفصل العاشر
فيما جاء متضمناً أفضليته
وجميع أحاديث هذا الفصل دخلت في الفصل قبله لكونها خصائص وفي
أبواب قبله ونحن ننبه عليها ليقع الاستدلال بها في بابها وتعلم أماكنها فتستخرج
منها عند إرادتها فمن ذلك أحاديث أولية إسلامه وفيه حديث أبي سعيد عنه ألست أحق
لهذا الأمر ألست صاحب كذا وهو في فصل أنه أول الناس إسلاماً ومنها أحاديث لو كنت
متخذاً خليلاً ووجه دلالتها على الأفضلية أنه لم يعدل عنه بالخلة إلا إلى الله
تعالى ولم يؤهل للخلة أحداً من المخلوقين غيره فإن صح حديث أبي في اتخاذه صلى الله
عليه وسلم أبا بكر خليلاً فأعظم به ومنها حديث جابر في أنه خير الخلق وأفضلهم بعده
صلى الله عليه وسلم وحديث أنس في أنه خير أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وحديث
أبي الدرداء في أنه خير من طلعت عليه الشمس بعد النبيين وحديث جابر في أنه أفضل
الصحابة في الدنيا والآخرة وأحاديث ابن عمر في التخيير وهي مذكورة في باب الثلاثة
منها كنا نخير بين الصحابة فنخير أبا بكر ومنها خير الناس أبو بكر وحديث محمد بن
الحنفية عن علي أنه خير الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم وحديث عبد خير
وحديث النزال بن سبرة وحديث أبي جحيفة ومحمد بن الحنفية أيضاً كلهم عن علي مثله
كلها في باب أبي بكر وعمر وحديث أبو بكر سيدنا وخيرنا وحديثه الآخر إن الله قد جمع
أمركم على خيركم وحديث علي بن أبي طالب تركتكم فإن يرد الله بكم خيراً يجمعكم على
خيركم كما جمعنا بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم على خيرنا وحديث ابن مسعود أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم جعل إمامناً خيرنا وحديث أبي أمامة في راجحيته
بالأمة وحديث ابن عمر مثله كلاهما في باب ما دون العشرة وحديث أبي بكر في راجحيته
بعمر ثم بعثمان في باب الثلاثة وحديث أبي سعيد كان أبو بكر أعلمنا وحديثه الآخر في
المعنى وحديث أبي المعلي في معناه أيضاً وتقدم في باب الأربعة والثلاثة والشيخين
ما يدل على طرف من ذلك تصريحاً وتلويحاً.
مواضيع مماثلة
» ذكر اختصاصه بالفهم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنه كان أعلمهم بالأمور وأعلمهم به
» ذكر اختصاصه بأنه أرحم الأمة بالأمة بعد النبي صلى الله عليه وسلم
» ذكر اختصاصه بأمر الله تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم بمشاورته
» الفصل الثالث عشر في ذكر خلافته وما يتعلق بها
» يوسف عليه السلام بين القرآن الكريم و الكتاب المقدس
» ذكر اختصاصه بأنه أرحم الأمة بالأمة بعد النبي صلى الله عليه وسلم
» ذكر اختصاصه بأمر الله تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم بمشاورته
» الفصل الثالث عشر في ذكر خلافته وما يتعلق بها
» يوسف عليه السلام بين القرآن الكريم و الكتاب المقدس
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى