ذكر اختصاصه بأمر الله تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم بمشاورته
صفحة 1 من اصل 1
ذكر اختصاصه بأمر الله تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم بمشاورته
ذكر اختصاصه بأمر الله تعالى نبيه
صلى الله عليه وسلم بمشاورته
عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال سمعت رسول الله صلى الله
عليه وسلم يقول "أتاني جبريل عليه السلام فقال يا محمد إن الله تعالى أمرك أن
تستشير أبا بكر" خرجه تمام في فوائده وأبو سعيد النقاش.
ذكر اختصاصه بأنه صلى الله عليه
وسلم كان لا يزال عنده يسمر في أمر المسلمين
عن عمر قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يزال يسمر
عند أبي بكر الليلة في الأمر من أمر المسلمين وإنه سمر عنده ذات ليلة وأنا معه
فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم وخرجناه معه فإذا رجل قائم يصلي في المسجد فقام
رسول الله صلى الله عليه وسلم يستمع قراءته فما كدنا نعرفه فقال رسول الله صلى
الله عليه وسلم "من سره أن يقرأ القرآن رطباً كما أنزل فليقرأه على قراءة ابن
أم عبد"
ذكر ما جاء في أن الله تعالى يكره
تخطئة أبي بكر
عن معاذ بن جبل قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
"إن الله يكره في السماء أن يخطأ أبو بكر في الأرض" وعنه أن النبي صلى
الله عليه وسلم لما بعثه إلى اليمن استشار ناساً من أصحابه فيهم أبو بكر وعمر
وعثمان وعلي وطلحة والزبير وأسيد بن حضير فقال أبو بكر لولا أنك استشرتنا ما
تكلمنا فقال النبي صلى الله عليه وسلم "إني فيما لم يوح إلي كأحدكم"
فتكلم القوم فتكلم كل إنسان برأيه قال ما ترى يا معاذ قال أرى ما قال أبو بكر فقال
صلى الله عليه وسلم "إن الله يكره من فوق سمائه أن يخطأ أبا بكر" أو قال
"أن يخطئ أبو بكر" خرجه الإسماعيلي في معجمه.
ذكر اختصاصه بأنه أول من جمع
القرآن
عن عبد خير قال سمعت علياً يقول رحم الله أبا بكر كان من
أعظم الناس أجراً في جمع المصاحف هو أول من جمع بين اللوحين خرجه ابن حرب الطائي
وصاحب الصفوة وعن زيد بن ثابت قال أرسل إلي أبو بكر مقتل أهل اليمامة فإذا عمر
جالس عنده فقال أبو بكر إن عمر جاءني فقال إن القتل قد استحر يوم اليمامة بقراء
القرآن وإني أخشى أن يستحر القتل بالقراء في كل المواطن فيذهب من القرآن كثير وإني
أرى أن تأمر بجمع القرآن قال قلت لعمر وكيف أفعل شيئاً لم يفعله رسول الله صلى
الله عليه وسلم فقال عمر هو والله خير فلم يزل يراجعني في ذلك حتى شرح الله صدري
للذي شرح له صدر عمر ورأيت في ذلك الذي رأى عمر قال زيد فقال لي أبو بكر إنك رجل
شاب عاقل لا نتهمك قد كنت تكتب الوحي لرسول الله صلى الله عليه وسلم فتتبع القرآن
فاجمعه قال زيد فوالله لو كلفني نقل جبل من الجبال ما كان أثقل علي مما أمرني به
من جمع القرآن قال قلت كيف تفعلان شيئاً لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم
فقال أبو بكر هو والله خير فلم يزل أبو بكر يراجعني وفي أخرى فلم يزل عمر يراجعني
حتى شرح الله صدري للذي شرح له صدر أبي بكر وعمر قال فتتبعت القرآن أجمعه من
الرقاع والعسب واللخاف وصدور الرجال حتى وجدت آخر سورة التوبة مع خزيمة أو أبي
خزيمة الأنصاري فلم أجدها مع أحد غيره "لقد جاءكم رسول من أنفسكم" خاتمة
براءة قال فكانت الصحف عند أبي بكر حتى توفاه الله تعالى ثم عند عمر حتى توفاه
الله تعالى ثم عند حفصة بنت عمر خرجه البخاري شرح استحر القتل أي كثر واشتد والعسب
جمع عسيب وهو سعف النخل وأهل العراق يسمونها الجريد وقد تقدم واللخاف حجارة بيض
رقاق واحدتها لخفة.
ذكر اختصاصه بأنه أول من أقام
بالمسلمين الحج
عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم استعمل أبا بكر
وهو أول من جمع للناس الحج ثم إن النبي صلى الله عليه وسلم حج من قابل أخرجه
الحافظ أبو الحسين علي بن نعيم البصري وهو حديث حسن.
ذكر اختصاصه بأنه أول من تنشق عنه
الأرض بعد النبي صلى الله عليه وسلم
عن ابن عمر قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم "أنا أول
من تنشق عنه الأرض ثم أبو بكر ثم عمر ثم آتي البقيع فيحشرون معي ثم انتظر أهل مكة
حتى يحشروا بين الحرمين" أخرجه أبو حاتم في فضائل عمر من قسم الأخبار.
ذكر اختصاصه بأنه أول من يدخل الجنة من أمة محمد صلى الله
عليه وسلم
عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم "أتاني جبريل
عليه السلام فطاف بي في أبواب الجنة فأراني الباب الذي أدخل أنا وأمتي منه"
فقال أبو بكر الصديق بأبي أنت وأمي يا رسول الله ليتني كنت معك قال "أما إنك
يا أبا بكر أول من يدخل الجنة من أمتي" خرجه البغوي في المصابيح الحسان
والملا في سيرته وصاحب الفضائل وزاد فضرب على منكبه وقال "أما أنك أول من
يدخل".
ذكر اختصاصه بأنه أول من يرد الحوض
عن أبي الدرداء قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
"أول من يرد علي يوم القيامة أبو بكر الصديق" خرجه الملاء في سيرته.
ذكر مصاحبته النبي صلى الله عليه
وسلم على الحوض
عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لأبي بكر
"أنت صاحبي على الحوض وصاحبي في الغار" خرجه الترمذي وقال حسن صحيح.
ذكر اختصاصه بمرافقته النبي صلى
الله عليه وسلم في الجنة
عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لكل نبي
رفيق ورفيقي في الجنة أبو بكر أخرجه ابن الغطريف وعن الزبير أن النبي صلى الله
عليه وسلم قال "اللهم إنك جعلت أبا بكر رفيقي في الغار فاجعله رفيقي في
الجنة" خرجه في الفضائل.
ذكر اختصاصه بالكون بين الخليل
والحبيب يوم القيامة
عن معاذ بن جبل قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
"إذا كان يوم القيامة نصب لإبراهيم عليه السلام منبر أمام العرش ونصب لي منبر
أمام العرش ونصب لأبي بكر كرسي فيجلس عليه وينادي مناد يا لك من صديق بين حبيب
وخليل خرجه الخطيب البغدادي وخرج الملاء معناه وقال في الثلاثة كرسي كرسي.
ذكر اختصاصه بأنه لا يحاسب يوم
القيامة من بين الأمة
عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
"قلت لجبريل حين أسري بي إلى السماء يا جبريل هل على أمتي حساب قال كل أمتك
عليها حساب ما خلا أبا بكر فإذا كان يوم القيامة قيل له يا أبا بكر أدخل الجنة
فيقول ما أدخل حتى يدخل معي من كان يحبني في الدنيا" خرجه أبو الحسن العتيقي
وصاحب الديباج وصاحب الفضائل وقال غريب.
ذكر اختصاصه بتجلي الله تعالى له
يوم القيامة خاصة
عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي
بكر الصديق "يا أبا بكر إن الله عز وجل يتجلى للخلائق عامة ويتجلى لك
خاصة" خرجه الملاء في سيرته وصاحب الفضائل وقال حسن وعن علي عن رسول الله صلى
الله عليه وسلم قال "ينادي مناد أين السابقون الأولون فيقول من فيقول أين أبو
بكر الصديق فيتجلى الله لأبي بكر خاصة وللناس عامة" خرجه ابن بشران وصاحب
الفضائل وقال غريب وعن جابر قال كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم إذ جاء وفد عبد
القيس فتكلم بعض القوم ولغا في كلامه فالتفت النبي صلى الله عليه وسلم إلى أبي بكر
فقال "يا أبا بكر أسمعت ما قالوا" قال نعم قال فأجبهم قال فأجابهم وأجاد
فقال النبي صلى الله عليه وسلم "يا أبا بكر أعطاك الله الرضوان الأكبر"
فقال له بعض القوم يا رسول الله وما الرضوان الأكبر قال "يتجلى الله عز وجل
للعباد عامة ويتجلى لأبي بكر خاصة" خرجه الملاء أيضاً وصاحب الفضائل وقال
غريب شرح لغاً أي قال باطلاً وعن أنس قال لما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من
الغار أخذ أبو بكر بركاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأدبر بزمام الناقة فقال
صلى الله عليه وسلم وهب الله لك الرضوان الأكبر فقيل وما الرضوان الأكبر فذكر نحو
ما تقدم ذكره الملاء وعن الزبير بن العوام أن النبي صلى الله عليه وسلم لما خرج
يريد الغار أتاه أبو بكر بناقة فقال اركبها يا رسول الله فلما ركبها التفت إلى أبي
بكر فقال "يا أبا بكر أعطاك الله الرضوان الأكبر" قال يا رسول الله وما
الرضوان الأكبر قال "يتجلى الله عز وجل يوم القيامة لعباده عامة ويتجلى لك
خاصة" خرجه صاحب الفضائل ولا تضاد بين هذا وبين ما تقدم من أنه صلى الله عليه
وسلم مشى حتى حفيت أقدامه وحمله أبو بكر على كاهله إذ يجوز أن يكون هذا في السهل
فلما ارتقى الجبل حيث لا تسلك الناقة مشى صلى الله عليه وسلم وحفيت أقدامه وحمله
أبو بكر حينئذ.
ذكر اختصاصه بأنه لم يسمع واحد وطء جبريل حين ينزل بالوحي
غيره
عن المطلب بن عبد الله بن حنطب قال لم يسمع وطء جبريل حين
ينزل بالوحي على رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا أبو بكر خرجه ابن البختري.
ذكر اختصاصه بكتب اسمه خلف اسم
النبي صلى الله عليه وسلم في كل سماء
عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
"عرج بي إلى السماء فما مررت بسماء إلا وجدت فيها مكتوباً محمد رسول الله أبو
بكر الصديق من خلفي" خرجه ابن عرفة العبدي والحافظ الثقفي وخرجه في الفضائل
عن ابن عمر.
ذكر اختصاصه بكتابة اسمه مع اسم
النبي صلى الله عليه وسلم في فرندة خضراء حول العرش
عن أبي الدرداء قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
"رأيت ليلة أسري بي مكتوباً حول العرش في فرندة خضراء بقلم من نور لا إله إلا
الله محمد رسول الله أبو بكر الصديق"
ذكر اختصاصه بكتابة اسمه مع اسم النبي صلى الله عليه وسلم في
علم من نور
عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن لله
علماً من نور مكتوب عليه لا إله إلا الله محمد رسول الله أبو بكر الصديق"
خرجهما في الفضائل وهذا مغاير لما تقدم فإن أسماء الأربعة تقدم أنها مكتوبة في
لواء الحمد وهذا علم من نور الله تعالى فحمل على أنه غيره وكذلك ما تقدم في باب
الثلاثة فإنه تقدم أن أسماءهم مكتوبة على العرش ولم يذكر أنه في فرندة خضراء حول
العرش كما في هذا فيجوز أن يكون في موضع آخر غيره وتقدم أن أسماءهم في كل ورقة في
الجنة وهما في كل سماء والله أعلم.
ذكر اختصاصه بتقديم النبي صلى الله
عليه وسلم إياه أميراً على الحج في حياته صلى الله عليه وسلم
عن جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم حين رجع إلى المدينة من
عمرة الجعرانة بعث أبا بكر أميناً على الحج خرجه أبو حاتم في حديث طويل سيأتي في
خصائص علي رضي الله عنه وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال بعثني أبو بكر في تلك
الحجة في مؤذنين بعثهم يوم النحر يؤذنون بمنى أن لا يحج بعد هذا العام مشرك ولا
يطوف بالبيت عريان أخرجاه ذكر تخصيصه بالتقديم إماماً في الصلاة حين غاب رسول الله
صلى الله عليه وسلم في بعض شؤونه عن سهل بن سعد قال كان قتال في بني عمرو بن عوف
فبلغ النبي صلى الله عليه وسلم فأتاهم بعد الظهر ليصلح بينهم فقال يا بلال إذا
حضرت الصلاة ولم آت فمر أبا بكر فليصل بالناس قال فلما أن حضرت العصر أقام بلال
الصلاة ثم أمر أبا بكر فتقدم وصلى بهم وجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم بعدما
دخل أبو بكر في الصلاة فلما رأوه صفحوا وجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم يشق
الناس حتى قام خلف أبي بكر وكان أبو بكر إذا دخل في الصلاة لم يلتفت فلما رأى
التصفيح لا يمسك عنه التفت فرأي النبي صلى الله عليه وسلم خلفه فأومأ إليه النبي
صلى الله عليه وسلم بيده أن امضه فقام أبو بكر كهيئته فحمد الله على ذلك ثم مشى
القهقري قال فتقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم فصلى بالناس فلما قضى رسول الله
صلى الله عليه وسلم صلاته قال "يا أبا بكر ما منعك إذ أومأت إليك ألا تكون
مضيت" قال فقال أبو بكر لم يكن لابن أبي قحافة أن يؤم رسول الله صلى الله
عليه وسلم فقال للناس "إذا رابكم في صلاتكم شيء فليسبح الرجل ولتصفح
النساء" أخرجه أحمد وأبو حاتم في التقاسيم والأنواع وأبو داود والنسائي شرح
التصفيح مثل التصفيق.
ذكر اختصاصه صلى الله عليه وسلم
أبا بكر بأنه لا ينبغي أن يتقدمه غيره
عن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "لا
ينبغي لقوم فيهم أبو بكر أن يؤمهم غيره أخرجه الترمذي وقال غريب وخرجه السمرقندي
ولفظه قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليصل أبو بكر للناس قالوا يا رسول
الله لو أمرت غيره قال "لا ينبغي لأمتي أن يؤمهم إمام وفيهم أبو بكر"
وخرجه في الفضائل ولفظه قالت خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الأنصار ليصلح
بينهم في أمر فحضرت الصلاة فقال بلال لأبي بكر قد حضرت الصلاة وليس رسول الله صلى
الله عليه وسلم شاهداً فهل لك أن أؤذن وأقيم وتصلي بالناس فقال إن شئت فأذن بلال
وأقام فتقدم أبو بكر وصلى بالناس فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم بعدما فرغوا
فقال أصليتم قالوا نعم قال من صلى بكم قالوا أبو بكر قال أحسنتم "لا ينبغي
لقوم فيهم أبو بكر أن يصلي بهم غيره" وفي رواية أن يؤمهم غيره وقال حديث غريب
هاتان والله أعلم قضيتان متغيرتان عهد النبي صلى الله عليه وسلم في إحداهما إلى
بلال إذا حضرت الصلاة أن يصلي بهم أبو بكر على ما تضمنه حديث الشيخين في الذكر قبل
هذا وفي الأخرى لم يعهد وعليه دل سياق لفظ هذا الحديث وطرق كثيرة في الصحيحين رويت
كذلك ليس فيها عهد والله أعلم.
ذكر اختصاصه بتقديم النبي صلى الله
عليه وسلم إياه إماماً في مرض وفاته تنبيهاً على خلافته
عن ابن عمر لما اشتد برسول الله صلى الله عليه وسلم وجعه قال
مروا أبا بكر فليصل بالناس قالت له عائشة يا رسول الله إن أبا بكر رجل رقيق إذا
قام مقامك لا يسمع الناس من البكاء قال "مروا أبا بكر فليصل بالناس"
فعاودته مثل مقالتها فقال "إنكن صواحبات يوسف مروا أبا بكر فليصل
بالناس" أخرجاه وأبو حاتم واللفظ له وعن عائشة قالت لما ثقل رسول الله صلى
الله عليه وسلم جاء بلال يؤذنه بالصلاة فقال "مروا أبا بكر فليصل
بالناس" قالت فقلت يا رسول الله إن أبا بكر رجل أسيف وإنه متى يقم مقامك لا
يسمع الناس فلو أمرت عمر فقال "مروا أبا بكر فليصل بالناس" قالت فقلت
لحفصة قولي له فقالت حفصة يا رسول الله إن أبا بكر رجل أسيف وإنه متى يقم مقامك لا
يسمع الناس قال "إنكن صاحبات يوسف مروا أبا بكر فليصل بالناس" أخرجاه
وأبو حاتم قال أبو حاتم الصواب صواحب إلا أن السماع صواحبات وخرجه الترمذي وزاد في
آخره فقالت حفصة لعائشة ما كنت لأصيب منك خيراً وقال حديث حسن صحيح وفي بعض طرق
الصحيحين إنه لما أرسل إلى أبي بكر قال أبو بكر لعمر يا عمر صل بالناس فقال عمر
أنت أحق بذلك فصلى أبو بكر تلك الأيام وعن عبد الله بن زمعة قال لما استعز برسول
الله صلى الله عليه وسلم وأنا عنده في نفر من المسلمين دعاه بلال إلى الصلاة فقال
مروا من يصلي فخرج عبد الله بن زمعة فإذا عمر في الناس وكان أبو بكر غائباً فقلت
يا عمر قم فصل بالناس فتقدم وكبر فلما سمع النبي صلى الله عليه وسلم صوته قال فأين
أبو بكر يأبى الله ذلك والمسلمون فبعث إلى أبي بكر بعد أن صلى عمر تلك الصلاة فصلى
بالناس وفي رواية أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما سمع صوت عمر خرج حتى اطلع
رأسه من حجرته ثم قال "لا لا لا ليصل للناس ابن أبي قحافة" يقول ذلك مغضباً
أخرجهما أبو داود وخرج أحمد معناه وخرجه ابن إسحاق ولفظه عن عبد الله بن زمعة قال
لما استعز برسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا عنده في نفر من المسلمين قال دعاه
بلال إلى الصلاة فقال مروا من يصلي بالناس قال فخرجت فإذا عمر في الناس وأبو بكر
غائب فقلت قم يا عمر فصل بالناس قال فقام فلما كبر سمع رسول الله صلى الله عليه
وسلم صوته وكان عمر رجلاً مجهراً قال فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم
"فأين أبو بكر يأبى الله ذلك والمسلمون" قال فبعث إلى أبي بكر فجاء بعد
أن صلى عمر تلك الصلاة فصلى بالناس قال عبد الله بن زمعة قال لي عمر ويحك ماذا
صنعت بي يا ابن زمعة والله ما ظننت حين أمرتني إلا أن رسول الله صلى الله عليه
وسلم أمرك بذلك ولولا ذلك ما صليت بالناس قال قلت والله ما أمرني صلى الله عليه
وسلم بشيء ولكن حين لم أر أبا بكر رأيتك أحق من حضر بالصلاة بالناس شرح استعز برسول
الله صلى الله عليه وسلم أي اشتد به المرض وأشرف على الموت يقال عز يعز إذا اشتد
واستعز به المرض وغيره إذا اشتد عليه وغلبه ثم بنى الفعل للمفعول الذي هو الجار
والمجرور وفي هذا كله أبين البيان وأوضح الدلالة على أنه الخليفة بعده
وعن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ليصلي بالناس
أبو بكر قالت عائشة يا رسول الله إن أبا بكر رجل حضر فقال ابعثوا إلى عمر فقال عمر
ما كنت لأتقدم وأبو بكر فصلى بالناس خرجه في الفضائل وقال حسن وعن عبد الله بن
عمير الليثي أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر أبا بكر أن يصلي بالناس الصبح وأن
أبا بكر كبر فوجد النبي صلى الله عليه وسلم بعض الخفة فقام يفرج الصفوف قال وكان
أبو بكر لا يلتفت إذا صلى فلما سمع أبو بكر الحس من ورائه عرف أنه لا يتقدم إلى
ذلك المقام إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم فخنس وراءه إلى الصف فرده النبي صلى
الله عليه وسلم مكانه وجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى جنبه خرجه الشافعي في
مسنده وخرجه ابن إسحاق وقال مكان فرده فدفع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى جنبه
فصلى قاعداً عن يمين أبي بكر شرح خنس أي انقبض وتأخر وعن أنس قال لم يخرج النبي
صلى الله عليه وسلم إلينا ثلاثاً فأقيمت الصلاة فذهب أبو بكر يتقدم فقال نبي الله
صلى الله عليه وسلم بالحجاب فرفعه فلما وضح لنا وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم
ما نظرنا منظراً قط كان أعجب إلينا من وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم حين وضح
لنا قال فأومأ نبي الله صلى الله عليه وسلم إلى أبي بكر أن يتقدم وأرخى الحجاب فلم
نقدر عليه حتى مات صلى الله عليه وسلم أخرجاه وعنه أن أبا بكر كان يصلي لهم في وجع
النبي صلى الله عليه وسلم الذي توفي فيه حتى إذا كان يوم الاثنين وهم صفوف في
الصلاة كشف رسول الله صلى الله عليه وسلم ستر الحجرة فنظرنا إليه وهو قائم كأن وجهه
ورقة مصحف ثم تبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم ضاحكاً الحديث أخرجه مسلم.
ذكر اختصاصه بصلاة النبي صلى الله عليه وسلم خلفه بعد أمره
له بالتقدم إماماً
عن أنس قال آخر صلاة صلاها رسول الله صلى الله عليه وسلم مع
القوم صلى في ثوب واحد متوشحاً خلف أبي بكر خرجه النسائي والطبراني في معجمه وعن
جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى خلف أبي بكر وعن سهل بن سعيد مثله وعن عائشة
نحوه وقالت قاعداً أخرجه ابن حبان وعن أسماء قالت رأيت أبي يصلي في ثوب واحد
وثيابه إلى جنبه فقلت له يا أبت أتصلي في ثوب واحد وإلى جنبك ثيابك فقال يا بنية
آخر صلاة صلاها رسول الله صلى الله عليه وسلم خلفي في ثوب واحد وعن أبي موسى أن
النبي صلى الله عليه وسلم صلى خلف أبي بكر صحيح متفق عليه.
صلى الله عليه وسلم بمشاورته
عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال سمعت رسول الله صلى الله
عليه وسلم يقول "أتاني جبريل عليه السلام فقال يا محمد إن الله تعالى أمرك أن
تستشير أبا بكر" خرجه تمام في فوائده وأبو سعيد النقاش.
ذكر اختصاصه بأنه صلى الله عليه
وسلم كان لا يزال عنده يسمر في أمر المسلمين
عن عمر قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يزال يسمر
عند أبي بكر الليلة في الأمر من أمر المسلمين وإنه سمر عنده ذات ليلة وأنا معه
فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم وخرجناه معه فإذا رجل قائم يصلي في المسجد فقام
رسول الله صلى الله عليه وسلم يستمع قراءته فما كدنا نعرفه فقال رسول الله صلى
الله عليه وسلم "من سره أن يقرأ القرآن رطباً كما أنزل فليقرأه على قراءة ابن
أم عبد"
ذكر ما جاء في أن الله تعالى يكره
تخطئة أبي بكر
عن معاذ بن جبل قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
"إن الله يكره في السماء أن يخطأ أبو بكر في الأرض" وعنه أن النبي صلى
الله عليه وسلم لما بعثه إلى اليمن استشار ناساً من أصحابه فيهم أبو بكر وعمر
وعثمان وعلي وطلحة والزبير وأسيد بن حضير فقال أبو بكر لولا أنك استشرتنا ما
تكلمنا فقال النبي صلى الله عليه وسلم "إني فيما لم يوح إلي كأحدكم"
فتكلم القوم فتكلم كل إنسان برأيه قال ما ترى يا معاذ قال أرى ما قال أبو بكر فقال
صلى الله عليه وسلم "إن الله يكره من فوق سمائه أن يخطأ أبا بكر" أو قال
"أن يخطئ أبو بكر" خرجه الإسماعيلي في معجمه.
ذكر اختصاصه بأنه أول من جمع
القرآن
عن عبد خير قال سمعت علياً يقول رحم الله أبا بكر كان من
أعظم الناس أجراً في جمع المصاحف هو أول من جمع بين اللوحين خرجه ابن حرب الطائي
وصاحب الصفوة وعن زيد بن ثابت قال أرسل إلي أبو بكر مقتل أهل اليمامة فإذا عمر
جالس عنده فقال أبو بكر إن عمر جاءني فقال إن القتل قد استحر يوم اليمامة بقراء
القرآن وإني أخشى أن يستحر القتل بالقراء في كل المواطن فيذهب من القرآن كثير وإني
أرى أن تأمر بجمع القرآن قال قلت لعمر وكيف أفعل شيئاً لم يفعله رسول الله صلى
الله عليه وسلم فقال عمر هو والله خير فلم يزل يراجعني في ذلك حتى شرح الله صدري
للذي شرح له صدر عمر ورأيت في ذلك الذي رأى عمر قال زيد فقال لي أبو بكر إنك رجل
شاب عاقل لا نتهمك قد كنت تكتب الوحي لرسول الله صلى الله عليه وسلم فتتبع القرآن
فاجمعه قال زيد فوالله لو كلفني نقل جبل من الجبال ما كان أثقل علي مما أمرني به
من جمع القرآن قال قلت كيف تفعلان شيئاً لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم
فقال أبو بكر هو والله خير فلم يزل أبو بكر يراجعني وفي أخرى فلم يزل عمر يراجعني
حتى شرح الله صدري للذي شرح له صدر أبي بكر وعمر قال فتتبعت القرآن أجمعه من
الرقاع والعسب واللخاف وصدور الرجال حتى وجدت آخر سورة التوبة مع خزيمة أو أبي
خزيمة الأنصاري فلم أجدها مع أحد غيره "لقد جاءكم رسول من أنفسكم" خاتمة
براءة قال فكانت الصحف عند أبي بكر حتى توفاه الله تعالى ثم عند عمر حتى توفاه
الله تعالى ثم عند حفصة بنت عمر خرجه البخاري شرح استحر القتل أي كثر واشتد والعسب
جمع عسيب وهو سعف النخل وأهل العراق يسمونها الجريد وقد تقدم واللخاف حجارة بيض
رقاق واحدتها لخفة.
ذكر اختصاصه بأنه أول من أقام
بالمسلمين الحج
عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم استعمل أبا بكر
وهو أول من جمع للناس الحج ثم إن النبي صلى الله عليه وسلم حج من قابل أخرجه
الحافظ أبو الحسين علي بن نعيم البصري وهو حديث حسن.
ذكر اختصاصه بأنه أول من تنشق عنه
الأرض بعد النبي صلى الله عليه وسلم
عن ابن عمر قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم "أنا أول
من تنشق عنه الأرض ثم أبو بكر ثم عمر ثم آتي البقيع فيحشرون معي ثم انتظر أهل مكة
حتى يحشروا بين الحرمين" أخرجه أبو حاتم في فضائل عمر من قسم الأخبار.
ذكر اختصاصه بأنه أول من يدخل الجنة من أمة محمد صلى الله
عليه وسلم
عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم "أتاني جبريل
عليه السلام فطاف بي في أبواب الجنة فأراني الباب الذي أدخل أنا وأمتي منه"
فقال أبو بكر الصديق بأبي أنت وأمي يا رسول الله ليتني كنت معك قال "أما إنك
يا أبا بكر أول من يدخل الجنة من أمتي" خرجه البغوي في المصابيح الحسان
والملا في سيرته وصاحب الفضائل وزاد فضرب على منكبه وقال "أما أنك أول من
يدخل".
ذكر اختصاصه بأنه أول من يرد الحوض
عن أبي الدرداء قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
"أول من يرد علي يوم القيامة أبو بكر الصديق" خرجه الملاء في سيرته.
ذكر مصاحبته النبي صلى الله عليه
وسلم على الحوض
عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لأبي بكر
"أنت صاحبي على الحوض وصاحبي في الغار" خرجه الترمذي وقال حسن صحيح.
ذكر اختصاصه بمرافقته النبي صلى
الله عليه وسلم في الجنة
عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لكل نبي
رفيق ورفيقي في الجنة أبو بكر أخرجه ابن الغطريف وعن الزبير أن النبي صلى الله
عليه وسلم قال "اللهم إنك جعلت أبا بكر رفيقي في الغار فاجعله رفيقي في
الجنة" خرجه في الفضائل.
ذكر اختصاصه بالكون بين الخليل
والحبيب يوم القيامة
عن معاذ بن جبل قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
"إذا كان يوم القيامة نصب لإبراهيم عليه السلام منبر أمام العرش ونصب لي منبر
أمام العرش ونصب لأبي بكر كرسي فيجلس عليه وينادي مناد يا لك من صديق بين حبيب
وخليل خرجه الخطيب البغدادي وخرج الملاء معناه وقال في الثلاثة كرسي كرسي.
ذكر اختصاصه بأنه لا يحاسب يوم
القيامة من بين الأمة
عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
"قلت لجبريل حين أسري بي إلى السماء يا جبريل هل على أمتي حساب قال كل أمتك
عليها حساب ما خلا أبا بكر فإذا كان يوم القيامة قيل له يا أبا بكر أدخل الجنة
فيقول ما أدخل حتى يدخل معي من كان يحبني في الدنيا" خرجه أبو الحسن العتيقي
وصاحب الديباج وصاحب الفضائل وقال غريب.
ذكر اختصاصه بتجلي الله تعالى له
يوم القيامة خاصة
عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي
بكر الصديق "يا أبا بكر إن الله عز وجل يتجلى للخلائق عامة ويتجلى لك
خاصة" خرجه الملاء في سيرته وصاحب الفضائل وقال حسن وعن علي عن رسول الله صلى
الله عليه وسلم قال "ينادي مناد أين السابقون الأولون فيقول من فيقول أين أبو
بكر الصديق فيتجلى الله لأبي بكر خاصة وللناس عامة" خرجه ابن بشران وصاحب
الفضائل وقال غريب وعن جابر قال كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم إذ جاء وفد عبد
القيس فتكلم بعض القوم ولغا في كلامه فالتفت النبي صلى الله عليه وسلم إلى أبي بكر
فقال "يا أبا بكر أسمعت ما قالوا" قال نعم قال فأجبهم قال فأجابهم وأجاد
فقال النبي صلى الله عليه وسلم "يا أبا بكر أعطاك الله الرضوان الأكبر"
فقال له بعض القوم يا رسول الله وما الرضوان الأكبر قال "يتجلى الله عز وجل
للعباد عامة ويتجلى لأبي بكر خاصة" خرجه الملاء أيضاً وصاحب الفضائل وقال
غريب شرح لغاً أي قال باطلاً وعن أنس قال لما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من
الغار أخذ أبو بكر بركاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأدبر بزمام الناقة فقال
صلى الله عليه وسلم وهب الله لك الرضوان الأكبر فقيل وما الرضوان الأكبر فذكر نحو
ما تقدم ذكره الملاء وعن الزبير بن العوام أن النبي صلى الله عليه وسلم لما خرج
يريد الغار أتاه أبو بكر بناقة فقال اركبها يا رسول الله فلما ركبها التفت إلى أبي
بكر فقال "يا أبا بكر أعطاك الله الرضوان الأكبر" قال يا رسول الله وما
الرضوان الأكبر قال "يتجلى الله عز وجل يوم القيامة لعباده عامة ويتجلى لك
خاصة" خرجه صاحب الفضائل ولا تضاد بين هذا وبين ما تقدم من أنه صلى الله عليه
وسلم مشى حتى حفيت أقدامه وحمله أبو بكر على كاهله إذ يجوز أن يكون هذا في السهل
فلما ارتقى الجبل حيث لا تسلك الناقة مشى صلى الله عليه وسلم وحفيت أقدامه وحمله
أبو بكر حينئذ.
ذكر اختصاصه بأنه لم يسمع واحد وطء جبريل حين ينزل بالوحي
غيره
عن المطلب بن عبد الله بن حنطب قال لم يسمع وطء جبريل حين
ينزل بالوحي على رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا أبو بكر خرجه ابن البختري.
ذكر اختصاصه بكتب اسمه خلف اسم
النبي صلى الله عليه وسلم في كل سماء
عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
"عرج بي إلى السماء فما مررت بسماء إلا وجدت فيها مكتوباً محمد رسول الله أبو
بكر الصديق من خلفي" خرجه ابن عرفة العبدي والحافظ الثقفي وخرجه في الفضائل
عن ابن عمر.
ذكر اختصاصه بكتابة اسمه مع اسم
النبي صلى الله عليه وسلم في فرندة خضراء حول العرش
عن أبي الدرداء قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
"رأيت ليلة أسري بي مكتوباً حول العرش في فرندة خضراء بقلم من نور لا إله إلا
الله محمد رسول الله أبو بكر الصديق"
ذكر اختصاصه بكتابة اسمه مع اسم النبي صلى الله عليه وسلم في
علم من نور
عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن لله
علماً من نور مكتوب عليه لا إله إلا الله محمد رسول الله أبو بكر الصديق"
خرجهما في الفضائل وهذا مغاير لما تقدم فإن أسماء الأربعة تقدم أنها مكتوبة في
لواء الحمد وهذا علم من نور الله تعالى فحمل على أنه غيره وكذلك ما تقدم في باب
الثلاثة فإنه تقدم أن أسماءهم مكتوبة على العرش ولم يذكر أنه في فرندة خضراء حول
العرش كما في هذا فيجوز أن يكون في موضع آخر غيره وتقدم أن أسماءهم في كل ورقة في
الجنة وهما في كل سماء والله أعلم.
ذكر اختصاصه بتقديم النبي صلى الله
عليه وسلم إياه أميراً على الحج في حياته صلى الله عليه وسلم
عن جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم حين رجع إلى المدينة من
عمرة الجعرانة بعث أبا بكر أميناً على الحج خرجه أبو حاتم في حديث طويل سيأتي في
خصائص علي رضي الله عنه وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال بعثني أبو بكر في تلك
الحجة في مؤذنين بعثهم يوم النحر يؤذنون بمنى أن لا يحج بعد هذا العام مشرك ولا
يطوف بالبيت عريان أخرجاه ذكر تخصيصه بالتقديم إماماً في الصلاة حين غاب رسول الله
صلى الله عليه وسلم في بعض شؤونه عن سهل بن سعد قال كان قتال في بني عمرو بن عوف
فبلغ النبي صلى الله عليه وسلم فأتاهم بعد الظهر ليصلح بينهم فقال يا بلال إذا
حضرت الصلاة ولم آت فمر أبا بكر فليصل بالناس قال فلما أن حضرت العصر أقام بلال
الصلاة ثم أمر أبا بكر فتقدم وصلى بهم وجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم بعدما
دخل أبو بكر في الصلاة فلما رأوه صفحوا وجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم يشق
الناس حتى قام خلف أبي بكر وكان أبو بكر إذا دخل في الصلاة لم يلتفت فلما رأى
التصفيح لا يمسك عنه التفت فرأي النبي صلى الله عليه وسلم خلفه فأومأ إليه النبي
صلى الله عليه وسلم بيده أن امضه فقام أبو بكر كهيئته فحمد الله على ذلك ثم مشى
القهقري قال فتقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم فصلى بالناس فلما قضى رسول الله
صلى الله عليه وسلم صلاته قال "يا أبا بكر ما منعك إذ أومأت إليك ألا تكون
مضيت" قال فقال أبو بكر لم يكن لابن أبي قحافة أن يؤم رسول الله صلى الله
عليه وسلم فقال للناس "إذا رابكم في صلاتكم شيء فليسبح الرجل ولتصفح
النساء" أخرجه أحمد وأبو حاتم في التقاسيم والأنواع وأبو داود والنسائي شرح
التصفيح مثل التصفيق.
ذكر اختصاصه صلى الله عليه وسلم
أبا بكر بأنه لا ينبغي أن يتقدمه غيره
عن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "لا
ينبغي لقوم فيهم أبو بكر أن يؤمهم غيره أخرجه الترمذي وقال غريب وخرجه السمرقندي
ولفظه قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليصل أبو بكر للناس قالوا يا رسول
الله لو أمرت غيره قال "لا ينبغي لأمتي أن يؤمهم إمام وفيهم أبو بكر"
وخرجه في الفضائل ولفظه قالت خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الأنصار ليصلح
بينهم في أمر فحضرت الصلاة فقال بلال لأبي بكر قد حضرت الصلاة وليس رسول الله صلى
الله عليه وسلم شاهداً فهل لك أن أؤذن وأقيم وتصلي بالناس فقال إن شئت فأذن بلال
وأقام فتقدم أبو بكر وصلى بالناس فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم بعدما فرغوا
فقال أصليتم قالوا نعم قال من صلى بكم قالوا أبو بكر قال أحسنتم "لا ينبغي
لقوم فيهم أبو بكر أن يصلي بهم غيره" وفي رواية أن يؤمهم غيره وقال حديث غريب
هاتان والله أعلم قضيتان متغيرتان عهد النبي صلى الله عليه وسلم في إحداهما إلى
بلال إذا حضرت الصلاة أن يصلي بهم أبو بكر على ما تضمنه حديث الشيخين في الذكر قبل
هذا وفي الأخرى لم يعهد وعليه دل سياق لفظ هذا الحديث وطرق كثيرة في الصحيحين رويت
كذلك ليس فيها عهد والله أعلم.
ذكر اختصاصه بتقديم النبي صلى الله
عليه وسلم إياه إماماً في مرض وفاته تنبيهاً على خلافته
عن ابن عمر لما اشتد برسول الله صلى الله عليه وسلم وجعه قال
مروا أبا بكر فليصل بالناس قالت له عائشة يا رسول الله إن أبا بكر رجل رقيق إذا
قام مقامك لا يسمع الناس من البكاء قال "مروا أبا بكر فليصل بالناس"
فعاودته مثل مقالتها فقال "إنكن صواحبات يوسف مروا أبا بكر فليصل
بالناس" أخرجاه وأبو حاتم واللفظ له وعن عائشة قالت لما ثقل رسول الله صلى
الله عليه وسلم جاء بلال يؤذنه بالصلاة فقال "مروا أبا بكر فليصل
بالناس" قالت فقلت يا رسول الله إن أبا بكر رجل أسيف وإنه متى يقم مقامك لا
يسمع الناس فلو أمرت عمر فقال "مروا أبا بكر فليصل بالناس" قالت فقلت
لحفصة قولي له فقالت حفصة يا رسول الله إن أبا بكر رجل أسيف وإنه متى يقم مقامك لا
يسمع الناس قال "إنكن صاحبات يوسف مروا أبا بكر فليصل بالناس" أخرجاه
وأبو حاتم قال أبو حاتم الصواب صواحب إلا أن السماع صواحبات وخرجه الترمذي وزاد في
آخره فقالت حفصة لعائشة ما كنت لأصيب منك خيراً وقال حديث حسن صحيح وفي بعض طرق
الصحيحين إنه لما أرسل إلى أبي بكر قال أبو بكر لعمر يا عمر صل بالناس فقال عمر
أنت أحق بذلك فصلى أبو بكر تلك الأيام وعن عبد الله بن زمعة قال لما استعز برسول
الله صلى الله عليه وسلم وأنا عنده في نفر من المسلمين دعاه بلال إلى الصلاة فقال
مروا من يصلي فخرج عبد الله بن زمعة فإذا عمر في الناس وكان أبو بكر غائباً فقلت
يا عمر قم فصل بالناس فتقدم وكبر فلما سمع النبي صلى الله عليه وسلم صوته قال فأين
أبو بكر يأبى الله ذلك والمسلمون فبعث إلى أبي بكر بعد أن صلى عمر تلك الصلاة فصلى
بالناس وفي رواية أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما سمع صوت عمر خرج حتى اطلع
رأسه من حجرته ثم قال "لا لا لا ليصل للناس ابن أبي قحافة" يقول ذلك مغضباً
أخرجهما أبو داود وخرج أحمد معناه وخرجه ابن إسحاق ولفظه عن عبد الله بن زمعة قال
لما استعز برسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا عنده في نفر من المسلمين قال دعاه
بلال إلى الصلاة فقال مروا من يصلي بالناس قال فخرجت فإذا عمر في الناس وأبو بكر
غائب فقلت قم يا عمر فصل بالناس قال فقام فلما كبر سمع رسول الله صلى الله عليه
وسلم صوته وكان عمر رجلاً مجهراً قال فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم
"فأين أبو بكر يأبى الله ذلك والمسلمون" قال فبعث إلى أبي بكر فجاء بعد
أن صلى عمر تلك الصلاة فصلى بالناس قال عبد الله بن زمعة قال لي عمر ويحك ماذا
صنعت بي يا ابن زمعة والله ما ظننت حين أمرتني إلا أن رسول الله صلى الله عليه
وسلم أمرك بذلك ولولا ذلك ما صليت بالناس قال قلت والله ما أمرني صلى الله عليه
وسلم بشيء ولكن حين لم أر أبا بكر رأيتك أحق من حضر بالصلاة بالناس شرح استعز برسول
الله صلى الله عليه وسلم أي اشتد به المرض وأشرف على الموت يقال عز يعز إذا اشتد
واستعز به المرض وغيره إذا اشتد عليه وغلبه ثم بنى الفعل للمفعول الذي هو الجار
والمجرور وفي هذا كله أبين البيان وأوضح الدلالة على أنه الخليفة بعده
وعن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ليصلي بالناس
أبو بكر قالت عائشة يا رسول الله إن أبا بكر رجل حضر فقال ابعثوا إلى عمر فقال عمر
ما كنت لأتقدم وأبو بكر فصلى بالناس خرجه في الفضائل وقال حسن وعن عبد الله بن
عمير الليثي أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر أبا بكر أن يصلي بالناس الصبح وأن
أبا بكر كبر فوجد النبي صلى الله عليه وسلم بعض الخفة فقام يفرج الصفوف قال وكان
أبو بكر لا يلتفت إذا صلى فلما سمع أبو بكر الحس من ورائه عرف أنه لا يتقدم إلى
ذلك المقام إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم فخنس وراءه إلى الصف فرده النبي صلى
الله عليه وسلم مكانه وجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى جنبه خرجه الشافعي في
مسنده وخرجه ابن إسحاق وقال مكان فرده فدفع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى جنبه
فصلى قاعداً عن يمين أبي بكر شرح خنس أي انقبض وتأخر وعن أنس قال لم يخرج النبي
صلى الله عليه وسلم إلينا ثلاثاً فأقيمت الصلاة فذهب أبو بكر يتقدم فقال نبي الله
صلى الله عليه وسلم بالحجاب فرفعه فلما وضح لنا وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم
ما نظرنا منظراً قط كان أعجب إلينا من وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم حين وضح
لنا قال فأومأ نبي الله صلى الله عليه وسلم إلى أبي بكر أن يتقدم وأرخى الحجاب فلم
نقدر عليه حتى مات صلى الله عليه وسلم أخرجاه وعنه أن أبا بكر كان يصلي لهم في وجع
النبي صلى الله عليه وسلم الذي توفي فيه حتى إذا كان يوم الاثنين وهم صفوف في
الصلاة كشف رسول الله صلى الله عليه وسلم ستر الحجرة فنظرنا إليه وهو قائم كأن وجهه
ورقة مصحف ثم تبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم ضاحكاً الحديث أخرجه مسلم.
ذكر اختصاصه بصلاة النبي صلى الله عليه وسلم خلفه بعد أمره
له بالتقدم إماماً
عن أنس قال آخر صلاة صلاها رسول الله صلى الله عليه وسلم مع
القوم صلى في ثوب واحد متوشحاً خلف أبي بكر خرجه النسائي والطبراني في معجمه وعن
جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى خلف أبي بكر وعن سهل بن سعيد مثله وعن عائشة
نحوه وقالت قاعداً أخرجه ابن حبان وعن أسماء قالت رأيت أبي يصلي في ثوب واحد
وثيابه إلى جنبه فقلت له يا أبت أتصلي في ثوب واحد وإلى جنبك ثيابك فقال يا بنية
آخر صلاة صلاها رسول الله صلى الله عليه وسلم خلفي في ثوب واحد وعن أبي موسى أن
النبي صلى الله عليه وسلم صلى خلف أبي بكر صحيح متفق عليه.
مواضيع مماثلة
» ذكر اختصاصه بالفهم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنه كان أعلمهم بالأمور وأعلمهم به
» ذكر اختصاصه بأنه أرحم الأمة بالأمة بعد النبي صلى الله عليه وسلم
» ذكر الغار وما جرى لأبي بكر مع النبي صلى الله عليه وسلم فيه وفي طريقه وتقدم في الذكر قبله طرف منه
» الفصل الحادي عشر فيما جاء متضمناً صلاة النبي صلى الله عليه وسلم له بالجنة
» ذكر اختصاصه بالحوالة عليه بعد وفاته تنبيهاً على خلافته وأنه القائم بعده
» ذكر اختصاصه بأنه أرحم الأمة بالأمة بعد النبي صلى الله عليه وسلم
» ذكر الغار وما جرى لأبي بكر مع النبي صلى الله عليه وسلم فيه وفي طريقه وتقدم في الذكر قبله طرف منه
» الفصل الحادي عشر فيما جاء متضمناً صلاة النبي صلى الله عليه وسلم له بالجنة
» ذكر اختصاصه بالحوالة عليه بعد وفاته تنبيهاً على خلافته وأنه القائم بعده
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى