الباب الخامس فيما جاء مختصاً بأبي بكر وعمر وعثمان
صفحة 1 من اصل 1
الباب الخامس فيما جاء مختصاً بأبي بكر وعمر وعثمان
الباب الخامس
فيما جاء مختصاً بأبي بكر وعمر
وعثمان
ذكر الموازنة بينهم ورجحان بعضهم
ببعض
تقدم في ذكر الثالث من الباب الثالث طرف من ذلك عن أبي بكر
أن رجلاً قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم رأيت كأن ميزاناً نزل من السماء فوزنت
أنت وأبو بكر فرجحت أنت ووزن أبو بكر وعمر فرجح أبو بكر ووزن عمر وعثمان فرجح عمر
ثم رفع الميزان فاستاء لها رسول الله صلى الله عليه وسلم يعني فساءه ذلك فقال
خلافة نبوة ثم يؤتي الله الملك من يشاء. أبو داود والبغوي في المصابيح في الحسان
والحافظ الدمشقي في الموافقات وخرجه خيثمة بن سليمان بزيادة ولفظه أن النبي صلى
الله عليه وسلم كان إذا أصبح يقول هل أحد منكم رأى رؤيا فقال رجل أنا رأيت يا رسول
الله كأن ميزاناً نزل من السماء فوضعت في كفة وأبو بكر في كفة فرجحت فرفعت ووضع
عمر في كفة فرجح أبو بكر ثم رفع أبو بكر ووضع عثمان في كفة فرجح عمر وقوله فاستاء
لها رسول الله صلى الله عليه وسلم قيل إنه يحتمل أن يكون كره رسول الله صلى الله
عليه وسلم حصر درجات الفضل ورجا أن يكون في أكثر من ذلك فأعلمه الله تعالى أن
التفضيل انتهى إلى المذكور فيه فساءه ذلك.
ذكر رجحان كل واحد منهم بجميع
الأمة
عن ابن عمر قال خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات
غداة بعد طلوع الشمس قال رأيت قبل الفجر كأني أعطيت المقاليد والموازين فأما
المقاليد فهي المفاتيح وأما الموازين فهذه التي توزن بها فوضعت في كفة ووضعت أمتي
في كفة فوزنت بهم فرجحت ثم جيء بأبي بكر فوزن بهم فرجح ثم جيء بعمر فوزن بهم فرجح
ثم جيء بعثمان فوزن بهم فرجح ثم رفعت خرجه أحمد في مسنده. وفي رواية فوزنهم مكان
فرجح بهم خرجها أبو الخير القزويني الحاكمي في الأربعين قلت في راجحية كل واحد
منهم بجميع الأمة تنبيه على اتفاق جميع الأمة على خلافته فكأنه قعد بهم وناء
بحملهم وفي رفع الميزان إشارة إلى الاختلاف. لا تضاد بين هذا وبين ما سيأتي فيما
يستدل به على خلافة عثمان في باب مناقبه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أريت
الليلة في المنام كأن ثلاثة من أصحابي وزنوا فوزن أبو بكر فوزن ثم وزن عمر فوزن ثم
وزن عثمان فنقص صاحبنا وهو صالح. أخرجه أحمد بل نحملهما على معنيين متغايرين جمعا
بين الحديثين بقدر الإمكان وذلك أولى من إلقاء أحدهما فيحمل قوله فرجح على المعنى
المذكور آنفاً ويحمل قوله فوزن على موافقة آرأيهم لرأيه وأن رأيه وازن رأيهم فجاء
موزوناً معتدلاً معه لم يخالفوه في رأي رأوه وإن اتفق خلاف ذلك في بادي النظر
رجعوا عليه في ثانية مستصوبين رأيه معترفين بأن الحق كان معه كما في قتال أهل
الردة ونحو ذلك وهذا المعنى فقد في عثمان رضي الله عنه فإنهم خالفوا رأيه في كثير
من وقائعه ولم يرجعوا عليه بل أصروا على إنكارهم عليه حتى قتل وكان مع ذلك على
الحق على ما شهدت به أحاديث تأتي في خصائصه وكان مع ذلك رجلاً صالحاً على ما شهد
به هذا الحديث فالنقص إنما كان عما ثبت للشيخين قبله من الموازنة بما ذكرناه من
الاعتبار لا أنه نقص في رأيه يخرجه عن أن يكون على الحق وكيف يخرج عن الحق ويكون
رجلاً صالحاً فكان رضي الله عنه كاملاً في أحواله لم يخرج في شيء منها عن الحق
والشيخان أكمل منه بملابسة مزيد فضل في زهد وورع ونحو ذلك مع الاشتراك في أصل ذلك
فنقصه عن الأكملية لا غير فيكون كل واحد من الشيخين رجح بالأمة ووزنهم بالاعتبارين
المذكورين وعثمان رضي الله عنهم رجح بهم ولم يزنهم بالاعتبار المذكور. ولا يمكن
حمله على الموازنة بينهم كما في رؤيا الرجل المتقدمة لوجهين الأول أنه صلى الله
عليه وسلم أخبر أنه رأى موازنتهم بالأمة فكان حمل هذا المطلق على ذلك المقيد أولى
من اعتقاد موازنة أخرى موافقة لرؤيا الرجل لم يخبر بها رسول الله صلى الله عليه
وسلم عن نفسه. الثاني أن سياق اللفظ ينبو عن حملها عليه فإنه قال وزن أبو بكر فوزن
فيكون معناه على هذا التقدير وزن بعمر فرجح به كما في تلك الرؤيا ثم قال وزن عمر
فوزن أي بعثمان ثم قال وزن عثمان فيقتضي أن يكون بغير عمر لأن وزنه بعمر قد تقدم
في الجملة الأولى وليس في تلك الرؤيا لغيره ذكر فكان المصير على ما ذكرناه أولى.
ذكر كتبه أسماءهم على العرش
عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده قال قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم ليلة أسرى بي فرأيت علي العرش مكتوباً لا إله إلا الله محمد رسول أبو
بكر الصديق عمر الفاروق عثمان ذو النون يقتل ظلماً خرجه في الديباج وخرجه أبو سعد
في شرف النبوة وفيه ذكر علي وقد تقدم في الباب قبله.
ذكر كتب أسمائهم على كل ورقة في
الجنة
عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس في
الجنة شجرة إلا وعلى كل ورقة مكتوب لا إله إلا الله محمد رسول الله أبو بكر الصديق
عمر الفاروق عثمان ذو النورين خرجه صاحب الديباج والإمام أبو الخير القزويني
الحاكمي.
ذكر تسبيح الحصا في أكفهم
عن سويد بن يزيد السلمي قال دخلت المسجد فرأيت أبا ذر جالساً
فيه وحده فاغتنمت ذلك وجلست إليه وكأنه قال دخلت المسجد فذكر بعض القوم عثمان فقال
لا أقول لعثمان أبداً إلا خيراً بعد شيء رأيته عند رسول الله صلى الله عليه وسلم.
كنت أتبع خلوات رسول الله صلى الله عليه وسلم أتعلم منه فخرج ذات يوم حتى انتهى
إلى موضع كذا وكذا فجلس فانتهيت إليه فسلمت عليه وجلست إليه فقال يا أبا ذر ما جاء
بك قلت الله ورسوله فبينا نحن كذلك إذ جاء أبو بكر فسلم وجلس عن يمين رسول الله
صلى اله عليه وسلم فقال يا أبا بكر ما جاء بك فقال الله ورسوله ثم جاء عمر فسلم
وجلس عن يمين أبي بكر فقال يا عمر ما جاء بك قال الله ورسوله ثم جاء عثمان فسلم
وجلس عن يمين عمر فقال يا عثمان ما جاء بك قال الله ورسوله قال فتناول النبي صلى
الله عليه وسلم سبع حصيات أو تسع حصيات فوضعهن في كفه فسبحن حتى سمعت لهن حنيناً
كحنين النحل ثم وضعهن فخرسن فتناولهن النبي صلى الله عليه وسلم فوضعهن في يد أبي
بكر فسبحن حتى سمعت لهن حنيناً كحنين النحل ثم وضعهن فخرسن فتناولهن النبي صلى
الله عليه وسلم فوضعهن في يد عمر فسبحن حتى سمعت لهن حنيناً كحنين النحل ثم وضعهن
فخرسن فتناولهن النبي صلى الله عليه وسلم فوضعهن في يد عثمان فسبحن حتى سمعت لهن
حنيناً كحنين النحل ثم وضعهن فخرسن. وعن أنس بن مالك قال تناول النبي صلى الله
عليه وسلم من الأرض سبع حصيات فسبحن في يده ثم ناولهن أبا بكر فسبحن في يده ثم
ناولهن النبي صلى الله عليه وسلم عمر فسبحن في يده كما سبحن في يد أبي بكر ثم
ناولهن عثمان فسبحن في يده كما سبحن في يد عمر. خرجهما خيثمة بن سليمان وعلي بن
نعيم البصري.
ذكر إثبات الصديقية لأبي بكر
والشهادة لهما
عن أنس بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم صعد أحداً فتبعه
أبو بكر وعمر وعثمان فرجف بهم فضربه النبي صلى الله عليه وسلم برجله وقال اثبت أحد
فما عليك إلا نبي وصديق وشهيدان خرجه أحمد والبخاري والترمذي وأبو حاتم. وعن بريدة
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان جالساً على حراً ومعه أبو بكر وعمر وعثمان
فتحرك الجبل فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اثبت حراً فإنه ليس عليك إلا نبي
أو صديق أو شهيد خرجه أحمد وقد سبق في الباب الثالث من حديث مسلم وغيره عن أبي هريرة
وفيه زيادة علي وطلحة والزبير وسعد. وعن ثمامة عن عثمان بن عفان أن النبي صلى الله
عليه وسلم كان على ثبير مكة ومعه أبو بكر وعمر وأنا فتحرك الجبل حتى تساقطت حجارته
بالحضيض فركضه برجله وقال اسكن ثبير فإنما عليك نبي وصديق وشهيدان خرجه الترمذي
والنسائي.
شرح: أحد جبل معروف بالمدينة وهو الذي قال فيه صلى الله عليه وسلم أحد جبل يحبنا
ونحبه وحرا وثبير جبلان متقابلان معروفان بمكة واختلاف الروايات تحمل على أنها
قضايا تكررت فيهن والله أعلم الحضيض القرار من الأرض عند منقطع الجبل وركضه برجله
أي ضربه بها والركض تحريك الرجل إنما أسندنا الصديقية إلى أبي بكر حملا لمطلق هذا
الحديث على مقيد غيره.
ذكر تبشيرهم بالجنة
عن أبي موسى الأشعري أنه خرج على المسجد فسأل عن النبي صلى
الله عليه وسلم فقالوا توجه ههنا فخرجت في أثره حتى دخل بئر أريس فجلست عند الباب
وبابها من جريد حتى قضي رسول الله صلى الله عليه وسلم حاجته فتوضأ فقمت إليه فإذا
هو جالس على بئر أريس وقد توسط قفها فجلست عند الباب قلت لأكونن بواباً للنبي صلى
الله عليه وسلم اليوم فجاء أبو بكر فدفع الباب فقلت من هذا فقال أبو بكر فقلت على
رسلك ثم ذهبت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت هذا أبو بكر يستأذن فقال ائذن
له وبشره بالجنة فأقبلت حتى قلت لأبي بكر ادخل فرسول الله صلى الله عليه وسلم
يبشرك بالجنة فدخل أبو بكر فجلس عن يمين رسول الله صلى الله عليه وسلم معه في القف
ودلى رجليه في البئر كما صنع صلى الله عليه وسلم وكشف عن ساقيه ثم رجعت فجلست وقد
تركت أخي يتوضأ ويلحقني فقلت إن يرد الله بفلان خيراً يريد أخاه يأت به فإذا إنسان
يحرك الباب فقلت من هذا فقال عمر بن الخطاب فقلت على رسلك ثم جئت إلى النبي صلى
الله عليه وسلم فقلت هذا عمر بن الخطاب يستأذن فقال ائذن له وبشره بالجنة فجئت
فقلت ادخل ويبشرك رسول الله صلى الله عليه وسلم بالجنة فجلس مع رسول الله صلى الله
عليه وسلم في القف عن يساره ودلى رجليه في البئر فرجعت فجلست وقلت إن يرد الله
بفلان خيراً يأت به. ذكر ما روي عن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب أنه كان يقول
يا أهل العراق أحبونا بحب الإسلام فوالله ما زال حبكم بنا حتى صار سباً فيه تعريض
بالإنكار علي مزج حبهم بما ينسب إليهم من بغض أبي بكر وعمر وسبهما.
ذكر ما روي عن محمد بن علي بن
الحسين بن علي بن أبي طالب
عن ابن أبي حفصة قال سألت محمد بن علي وجعفر بن محمد عن أبي
بكر وعمر فقال إماماً عدل تولهما وتبرأ من عدوهما ثم التفت إلى جعفر بن محمد فقال
يا سالم ألست الرجل جده أبو بكر الصديق لا نالتني شفاعة جدي محمد عن لم أكن
أتولاهما وأتبرأ من عدوهما. وعن أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي
طالب قال من جهل فضل أبي بكر وعمر جهل السنة. وعنه وقد قيل له ما ترى في أبي بكر
وعمر فقال إني أتولاهما وأستغفر لهما وما رأيت أحداً من أهل بيتي إلا وهو
يتولاهما. وعنه وقد سئل عن قوم يسبون أبا بكر وعمر فقال أولئك المراق. وعنه قال من
شك فيهما كمن شك في السنة وبغض أبي بكر وعمر نفاق وبغض الأنصار نفاق إنه كان بين
بني هاشم وبين بني عدي وبني تيم شحناء في الجاهلية فلما أسلموا تحابوا ونزع الله
ذلك من قلوبهم حتى إن أبا بكر اشتكى خاصرته فكان علي يسخن يده بالنار ويضمد بها
خاصرة أبي بكر فنزلت فيهم هذه الآية: "ونزعنا ما في صدورهم من غل إخواناً على
سرر متقابلين". وعن جابر الجعفي عن محمد بن علي قال يا جابر بلغني أن أقواماً
بالعراق يزعمون أنهم يحبوننا ويتناولون أبا بكر وعمر ويزعمون في أمرتهم بذلك
فأبلغهم أني إلى الله منهم بريء والذي نفس محمد بيده لو وليت لتقربت على الله
بدمائهم لا نالتني شفاعة محمد إن لم أكن أستغفر لهما وأترحم عليهما. وعنه قال قال
محمد بن علي أخبر أهل الكوفة عني أني بريء ممن تبرأ من أبي بكر وعمر. وعن جعفر بن
محمد عن أبيه قال كان آل أبي بكر يدعون على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي
رواية يسمون آل محمد. وعنه لما فتح رسول الله صلى الله عليه وسلم خيبر قسم تمرها
وزبيبها بين المهاجرين والأنصار وقسم الحقل بين بني هاشم وهو الحنطة والشعير وقسم
لآل أبي بكر معهم لم يدخل فيهم أحداً غيرهم مائة أو مائتي وسق وكان نصيب العباس
مائتي وسق ما روي عن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عن زيد بن علي قال
البراءة من أبي بكر وعمر براءة من علي فمن شاء فليتقدم ومن شاء فليتأخر. وعنه وقد
قيل له ما تقول في أبي بكر وعمر قال أتولاهما قيل فكيف تقول فيمن تبرأ منهما قال
أنا بريء منه حتى أموت. وعن ابن أبي الجارود حسين بن المغيرة الواسطي أن رهطاً
اجتمعوا إلى زيد بن علي فقالوا يا ابن رسول الله إذا خرجت تظهر البراءة من أبي بكر
وعمر فقال لا قالوا فإنا نبرأ من دمك ولا نخرج معك إلا أن تتبرأ من أبي بكر وعمر
فيضرب معك منا بالسيف ستون ألفاً قال فلما قاموا ليخرجوا وتبين منهم قال ارجعوا
لأحدثكم حديثاً فرجعوا قال حدثني أبي عن جدي عن علي بن أبي طالب أن رسول الله صلى
الله عليه وسلم قال يا علي أبشر أنت وشيعتك في الجنة إلا أن ممن يحبك قوماً يظهرون
الإسلام ويلفظونه يمرقون من الحنيفية كمروق السهم من الرمية لهم نبز يدعون به يقال
لهم الرافضة فإن أدركتهم يا علي فقاتلهم فإنهم مشركون قال زيد هم أنتم اللهم إن
هؤلاء حربي في الدنيا والآخرة ثم دعا عليهم. وعنه وقد سئل عن أمر فدك فقال عن
فاطمة ذكرت لأبي بكر أن النبي صلى الله عليه وسلم أعطاها فدكاً فقال ائتيني على ما
تقولين ببينة فجاءت برجل وامرأة فقال أبو بكر رجل مع الرجل أو امرأة مع امرأة
فأعيت فقال زيد وايم الله لو رجع القضاء إلي لقضيت بما قضي به أبو بكر وعنه أنه
قال من سب أبا بكر وعمر فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجميعن.
ذكر ما روي إن جعفر بن محمد
عن جعفر وقد سئل عن أبي بكر وعمر فقال أتبرأ ممن تبرأ منهما
فقيل له لعلك تقول هذا تقية فقال إذاً أنا بريء من الإسلام ولا نالتني شفاعة محمد
صلى الله عليه وسلم. وعنه قال ما أرجو من شفاعة علي إلا وأنا أرجو من شفاعة أبي
بكر مثله وعنه قال الله بريء ممن بريء من أبي بكر وعمر. وعنه وقد قيل له إن فلاناً
يزعم أنك تبرأ من أبي بكر وعمر فقال جعفر الله بريء منه فإني لأرجو أن ينفعني الله
بقرابتي من أبي بكر ولقد اشتكيت شكاة فأوصيت إلى خالي عبد الرحمن بن القاسم. وعنه
أنه كان يقول ما أدري لأي جدي أنا أرجى لشفاعة أبي بكر أو علي بن أبي طالب ومن لم
يسمه الصديق فلا صدق الله حديثه وقد دخل عليه وهو مريض فقال اللهم إني أحب أبا بكر
وعمر فإن كان في نفسي غيره فلا تنلني شفاعة محمد صلى الله عليه وعنه وقد سئل عنهما
فقال أتسأل عن رجلين قد أكلا من ثمار الجنة.
ذكر ما روي عن موسى بن جعفر عن
أبيه جعفر
وقد سئل عنهما فقال أبو بكر جدي وعمر ختني أفتراني أبغض جدي
وختني.
ذكر ما روي عن أولاد الحسن بن علي بن عبد الله بن الحسن بن
علي بن أبي طالب
عن عبد الله وقد سئل عن أبي بكر وعمر فقال أفضلهما وأستغفر
لهما فقيل له لعل هذه تقية وفي نفسك خلافة فقال لا نالتني شفاعة محمد صلى الله
عليه وسلم إن كنت أقول خلاف ما في نفسي وعنه وقد سئل عنهما فقال صلى الله عليهما
ولا صلى على من لم يصل عليهما وعنه أنه قال لرجل من الرافضة والله إن قتلك لقربة
لولا حق الجوار وعن أبي محمد بن صالح أخي الحسن بن صالح عن عبد الله بن الحسن أنه
قال له يا ابن الصالح ورب هذه البنية يعني الكعبة إن ما يقولون في الإمامة لباطل.
ذكر ما روي عن الحسن بن الحسن أخي
عبد الله
عن الحسن أنه قال لرجل ممن يغلو فيهم ويحكم أحبونا بالله فإن
أطعنا الله فأحبونا وإن عصينا الله فأبغضونا فقال له رجل إنكم ذوو قرابة من رسول
الله صلى الله عليه وسلم وأهل بيته فقال ويحكم لو كان الله نافعاً بقرابة رسول
الله صلى الله عليه وسلم بغير عمل بطاعته لنفع بذلك من هو أقرب إليه منا أباه وأمه
والله إني أخاف أن يضاعف الله للعاصي منا العذاب ضعفين والله إني لا أرجو أن يؤتي
المحسن منا أجره مرتين قال ثم قال لقد أساء بنا آباؤنا وأمهاتنا إن كان ما يقولون
من دين الله ثم لم يخبرونا به ولم يطلعونا عليه ولم يرغبونا فيه ونحن كنا أقرب
منهم قرابة منكم وأوجب عليهم وأحق أن يرغبونا فيه منكم ولو كان الأمر كما يقولون
إن الله جل وعلا ورسوله صلى الله عليه وسلم اختار علياً لهذا الأمر وللقيام على
الناس بعده فإن علياً أعظم الناس خطيئة وجرماً إذ ترك أمر رسول الله صلى الله عليه
وسلم أن يقوم فيه كما أمره ويعذر إلى الناس فقال له الرافضي ألم يقل النبي صلى
الله عليه وسلم لعلي من كنت مولاه فعلي مولاه فقال أما والله لو يعني رسول الله
صلى الله عليه وسلم بذلك الأمر والسلطان والقيام على الناس لأفصح به كما أفصح
بالصلاة والزكاة والصوم والحج ولقال أيها الناس إن هذه لولي بعدي فاسمعوا وأطيعوا
خرج جميع الأذكار من أهل البيت الحافظ أبو سعد إسماعيل بن علي بن الحسن السمان
الرازي في كتاب الموافقة بين أهل البيت والصحابة رضوان الله عليهم أجمعين.
فصل يتضمن ذكر أبي بكر وعلي
عن علي قال قيل لعلي وأبي بكر يوم بدر مع أحدكما جبريل ومع
الآخر ميكائيل وإسرافيل ملك عظيم يشهد القتال أو قال يشهد الصف خرجه أحمد والحاكم
في المستدرك على الصحيحين وتمام في فوائده.
فيما جاء مختصاً بأبي بكر وعمر
وعثمان
ذكر الموازنة بينهم ورجحان بعضهم
ببعض
تقدم في ذكر الثالث من الباب الثالث طرف من ذلك عن أبي بكر
أن رجلاً قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم رأيت كأن ميزاناً نزل من السماء فوزنت
أنت وأبو بكر فرجحت أنت ووزن أبو بكر وعمر فرجح أبو بكر ووزن عمر وعثمان فرجح عمر
ثم رفع الميزان فاستاء لها رسول الله صلى الله عليه وسلم يعني فساءه ذلك فقال
خلافة نبوة ثم يؤتي الله الملك من يشاء. أبو داود والبغوي في المصابيح في الحسان
والحافظ الدمشقي في الموافقات وخرجه خيثمة بن سليمان بزيادة ولفظه أن النبي صلى
الله عليه وسلم كان إذا أصبح يقول هل أحد منكم رأى رؤيا فقال رجل أنا رأيت يا رسول
الله كأن ميزاناً نزل من السماء فوضعت في كفة وأبو بكر في كفة فرجحت فرفعت ووضع
عمر في كفة فرجح أبو بكر ثم رفع أبو بكر ووضع عثمان في كفة فرجح عمر وقوله فاستاء
لها رسول الله صلى الله عليه وسلم قيل إنه يحتمل أن يكون كره رسول الله صلى الله
عليه وسلم حصر درجات الفضل ورجا أن يكون في أكثر من ذلك فأعلمه الله تعالى أن
التفضيل انتهى إلى المذكور فيه فساءه ذلك.
ذكر رجحان كل واحد منهم بجميع
الأمة
عن ابن عمر قال خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات
غداة بعد طلوع الشمس قال رأيت قبل الفجر كأني أعطيت المقاليد والموازين فأما
المقاليد فهي المفاتيح وأما الموازين فهذه التي توزن بها فوضعت في كفة ووضعت أمتي
في كفة فوزنت بهم فرجحت ثم جيء بأبي بكر فوزن بهم فرجح ثم جيء بعمر فوزن بهم فرجح
ثم جيء بعثمان فوزن بهم فرجح ثم رفعت خرجه أحمد في مسنده. وفي رواية فوزنهم مكان
فرجح بهم خرجها أبو الخير القزويني الحاكمي في الأربعين قلت في راجحية كل واحد
منهم بجميع الأمة تنبيه على اتفاق جميع الأمة على خلافته فكأنه قعد بهم وناء
بحملهم وفي رفع الميزان إشارة إلى الاختلاف. لا تضاد بين هذا وبين ما سيأتي فيما
يستدل به على خلافة عثمان في باب مناقبه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أريت
الليلة في المنام كأن ثلاثة من أصحابي وزنوا فوزن أبو بكر فوزن ثم وزن عمر فوزن ثم
وزن عثمان فنقص صاحبنا وهو صالح. أخرجه أحمد بل نحملهما على معنيين متغايرين جمعا
بين الحديثين بقدر الإمكان وذلك أولى من إلقاء أحدهما فيحمل قوله فرجح على المعنى
المذكور آنفاً ويحمل قوله فوزن على موافقة آرأيهم لرأيه وأن رأيه وازن رأيهم فجاء
موزوناً معتدلاً معه لم يخالفوه في رأي رأوه وإن اتفق خلاف ذلك في بادي النظر
رجعوا عليه في ثانية مستصوبين رأيه معترفين بأن الحق كان معه كما في قتال أهل
الردة ونحو ذلك وهذا المعنى فقد في عثمان رضي الله عنه فإنهم خالفوا رأيه في كثير
من وقائعه ولم يرجعوا عليه بل أصروا على إنكارهم عليه حتى قتل وكان مع ذلك على
الحق على ما شهدت به أحاديث تأتي في خصائصه وكان مع ذلك رجلاً صالحاً على ما شهد
به هذا الحديث فالنقص إنما كان عما ثبت للشيخين قبله من الموازنة بما ذكرناه من
الاعتبار لا أنه نقص في رأيه يخرجه عن أن يكون على الحق وكيف يخرج عن الحق ويكون
رجلاً صالحاً فكان رضي الله عنه كاملاً في أحواله لم يخرج في شيء منها عن الحق
والشيخان أكمل منه بملابسة مزيد فضل في زهد وورع ونحو ذلك مع الاشتراك في أصل ذلك
فنقصه عن الأكملية لا غير فيكون كل واحد من الشيخين رجح بالأمة ووزنهم بالاعتبارين
المذكورين وعثمان رضي الله عنهم رجح بهم ولم يزنهم بالاعتبار المذكور. ولا يمكن
حمله على الموازنة بينهم كما في رؤيا الرجل المتقدمة لوجهين الأول أنه صلى الله
عليه وسلم أخبر أنه رأى موازنتهم بالأمة فكان حمل هذا المطلق على ذلك المقيد أولى
من اعتقاد موازنة أخرى موافقة لرؤيا الرجل لم يخبر بها رسول الله صلى الله عليه
وسلم عن نفسه. الثاني أن سياق اللفظ ينبو عن حملها عليه فإنه قال وزن أبو بكر فوزن
فيكون معناه على هذا التقدير وزن بعمر فرجح به كما في تلك الرؤيا ثم قال وزن عمر
فوزن أي بعثمان ثم قال وزن عثمان فيقتضي أن يكون بغير عمر لأن وزنه بعمر قد تقدم
في الجملة الأولى وليس في تلك الرؤيا لغيره ذكر فكان المصير على ما ذكرناه أولى.
ذكر كتبه أسماءهم على العرش
عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده قال قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم ليلة أسرى بي فرأيت علي العرش مكتوباً لا إله إلا الله محمد رسول أبو
بكر الصديق عمر الفاروق عثمان ذو النون يقتل ظلماً خرجه في الديباج وخرجه أبو سعد
في شرف النبوة وفيه ذكر علي وقد تقدم في الباب قبله.
ذكر كتب أسمائهم على كل ورقة في
الجنة
عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس في
الجنة شجرة إلا وعلى كل ورقة مكتوب لا إله إلا الله محمد رسول الله أبو بكر الصديق
عمر الفاروق عثمان ذو النورين خرجه صاحب الديباج والإمام أبو الخير القزويني
الحاكمي.
ذكر تسبيح الحصا في أكفهم
عن سويد بن يزيد السلمي قال دخلت المسجد فرأيت أبا ذر جالساً
فيه وحده فاغتنمت ذلك وجلست إليه وكأنه قال دخلت المسجد فذكر بعض القوم عثمان فقال
لا أقول لعثمان أبداً إلا خيراً بعد شيء رأيته عند رسول الله صلى الله عليه وسلم.
كنت أتبع خلوات رسول الله صلى الله عليه وسلم أتعلم منه فخرج ذات يوم حتى انتهى
إلى موضع كذا وكذا فجلس فانتهيت إليه فسلمت عليه وجلست إليه فقال يا أبا ذر ما جاء
بك قلت الله ورسوله فبينا نحن كذلك إذ جاء أبو بكر فسلم وجلس عن يمين رسول الله
صلى اله عليه وسلم فقال يا أبا بكر ما جاء بك فقال الله ورسوله ثم جاء عمر فسلم
وجلس عن يمين أبي بكر فقال يا عمر ما جاء بك قال الله ورسوله ثم جاء عثمان فسلم
وجلس عن يمين عمر فقال يا عثمان ما جاء بك قال الله ورسوله قال فتناول النبي صلى
الله عليه وسلم سبع حصيات أو تسع حصيات فوضعهن في كفه فسبحن حتى سمعت لهن حنيناً
كحنين النحل ثم وضعهن فخرسن فتناولهن النبي صلى الله عليه وسلم فوضعهن في يد أبي
بكر فسبحن حتى سمعت لهن حنيناً كحنين النحل ثم وضعهن فخرسن فتناولهن النبي صلى
الله عليه وسلم فوضعهن في يد عمر فسبحن حتى سمعت لهن حنيناً كحنين النحل ثم وضعهن
فخرسن فتناولهن النبي صلى الله عليه وسلم فوضعهن في يد عثمان فسبحن حتى سمعت لهن
حنيناً كحنين النحل ثم وضعهن فخرسن. وعن أنس بن مالك قال تناول النبي صلى الله
عليه وسلم من الأرض سبع حصيات فسبحن في يده ثم ناولهن أبا بكر فسبحن في يده ثم
ناولهن النبي صلى الله عليه وسلم عمر فسبحن في يده كما سبحن في يد أبي بكر ثم
ناولهن عثمان فسبحن في يده كما سبحن في يد عمر. خرجهما خيثمة بن سليمان وعلي بن
نعيم البصري.
ذكر إثبات الصديقية لأبي بكر
والشهادة لهما
عن أنس بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم صعد أحداً فتبعه
أبو بكر وعمر وعثمان فرجف بهم فضربه النبي صلى الله عليه وسلم برجله وقال اثبت أحد
فما عليك إلا نبي وصديق وشهيدان خرجه أحمد والبخاري والترمذي وأبو حاتم. وعن بريدة
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان جالساً على حراً ومعه أبو بكر وعمر وعثمان
فتحرك الجبل فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اثبت حراً فإنه ليس عليك إلا نبي
أو صديق أو شهيد خرجه أحمد وقد سبق في الباب الثالث من حديث مسلم وغيره عن أبي هريرة
وفيه زيادة علي وطلحة والزبير وسعد. وعن ثمامة عن عثمان بن عفان أن النبي صلى الله
عليه وسلم كان على ثبير مكة ومعه أبو بكر وعمر وأنا فتحرك الجبل حتى تساقطت حجارته
بالحضيض فركضه برجله وقال اسكن ثبير فإنما عليك نبي وصديق وشهيدان خرجه الترمذي
والنسائي.
شرح: أحد جبل معروف بالمدينة وهو الذي قال فيه صلى الله عليه وسلم أحد جبل يحبنا
ونحبه وحرا وثبير جبلان متقابلان معروفان بمكة واختلاف الروايات تحمل على أنها
قضايا تكررت فيهن والله أعلم الحضيض القرار من الأرض عند منقطع الجبل وركضه برجله
أي ضربه بها والركض تحريك الرجل إنما أسندنا الصديقية إلى أبي بكر حملا لمطلق هذا
الحديث على مقيد غيره.
ذكر تبشيرهم بالجنة
عن أبي موسى الأشعري أنه خرج على المسجد فسأل عن النبي صلى
الله عليه وسلم فقالوا توجه ههنا فخرجت في أثره حتى دخل بئر أريس فجلست عند الباب
وبابها من جريد حتى قضي رسول الله صلى الله عليه وسلم حاجته فتوضأ فقمت إليه فإذا
هو جالس على بئر أريس وقد توسط قفها فجلست عند الباب قلت لأكونن بواباً للنبي صلى
الله عليه وسلم اليوم فجاء أبو بكر فدفع الباب فقلت من هذا فقال أبو بكر فقلت على
رسلك ثم ذهبت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت هذا أبو بكر يستأذن فقال ائذن
له وبشره بالجنة فأقبلت حتى قلت لأبي بكر ادخل فرسول الله صلى الله عليه وسلم
يبشرك بالجنة فدخل أبو بكر فجلس عن يمين رسول الله صلى الله عليه وسلم معه في القف
ودلى رجليه في البئر كما صنع صلى الله عليه وسلم وكشف عن ساقيه ثم رجعت فجلست وقد
تركت أخي يتوضأ ويلحقني فقلت إن يرد الله بفلان خيراً يريد أخاه يأت به فإذا إنسان
يحرك الباب فقلت من هذا فقال عمر بن الخطاب فقلت على رسلك ثم جئت إلى النبي صلى
الله عليه وسلم فقلت هذا عمر بن الخطاب يستأذن فقال ائذن له وبشره بالجنة فجئت
فقلت ادخل ويبشرك رسول الله صلى الله عليه وسلم بالجنة فجلس مع رسول الله صلى الله
عليه وسلم في القف عن يساره ودلى رجليه في البئر فرجعت فجلست وقلت إن يرد الله
بفلان خيراً يأت به. ذكر ما روي عن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب أنه كان يقول
يا أهل العراق أحبونا بحب الإسلام فوالله ما زال حبكم بنا حتى صار سباً فيه تعريض
بالإنكار علي مزج حبهم بما ينسب إليهم من بغض أبي بكر وعمر وسبهما.
ذكر ما روي عن محمد بن علي بن
الحسين بن علي بن أبي طالب
عن ابن أبي حفصة قال سألت محمد بن علي وجعفر بن محمد عن أبي
بكر وعمر فقال إماماً عدل تولهما وتبرأ من عدوهما ثم التفت إلى جعفر بن محمد فقال
يا سالم ألست الرجل جده أبو بكر الصديق لا نالتني شفاعة جدي محمد عن لم أكن
أتولاهما وأتبرأ من عدوهما. وعن أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي
طالب قال من جهل فضل أبي بكر وعمر جهل السنة. وعنه وقد قيل له ما ترى في أبي بكر
وعمر فقال إني أتولاهما وأستغفر لهما وما رأيت أحداً من أهل بيتي إلا وهو
يتولاهما. وعنه وقد سئل عن قوم يسبون أبا بكر وعمر فقال أولئك المراق. وعنه قال من
شك فيهما كمن شك في السنة وبغض أبي بكر وعمر نفاق وبغض الأنصار نفاق إنه كان بين
بني هاشم وبين بني عدي وبني تيم شحناء في الجاهلية فلما أسلموا تحابوا ونزع الله
ذلك من قلوبهم حتى إن أبا بكر اشتكى خاصرته فكان علي يسخن يده بالنار ويضمد بها
خاصرة أبي بكر فنزلت فيهم هذه الآية: "ونزعنا ما في صدورهم من غل إخواناً على
سرر متقابلين". وعن جابر الجعفي عن محمد بن علي قال يا جابر بلغني أن أقواماً
بالعراق يزعمون أنهم يحبوننا ويتناولون أبا بكر وعمر ويزعمون في أمرتهم بذلك
فأبلغهم أني إلى الله منهم بريء والذي نفس محمد بيده لو وليت لتقربت على الله
بدمائهم لا نالتني شفاعة محمد إن لم أكن أستغفر لهما وأترحم عليهما. وعنه قال قال
محمد بن علي أخبر أهل الكوفة عني أني بريء ممن تبرأ من أبي بكر وعمر. وعن جعفر بن
محمد عن أبيه قال كان آل أبي بكر يدعون على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي
رواية يسمون آل محمد. وعنه لما فتح رسول الله صلى الله عليه وسلم خيبر قسم تمرها
وزبيبها بين المهاجرين والأنصار وقسم الحقل بين بني هاشم وهو الحنطة والشعير وقسم
لآل أبي بكر معهم لم يدخل فيهم أحداً غيرهم مائة أو مائتي وسق وكان نصيب العباس
مائتي وسق ما روي عن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عن زيد بن علي قال
البراءة من أبي بكر وعمر براءة من علي فمن شاء فليتقدم ومن شاء فليتأخر. وعنه وقد
قيل له ما تقول في أبي بكر وعمر قال أتولاهما قيل فكيف تقول فيمن تبرأ منهما قال
أنا بريء منه حتى أموت. وعن ابن أبي الجارود حسين بن المغيرة الواسطي أن رهطاً
اجتمعوا إلى زيد بن علي فقالوا يا ابن رسول الله إذا خرجت تظهر البراءة من أبي بكر
وعمر فقال لا قالوا فإنا نبرأ من دمك ولا نخرج معك إلا أن تتبرأ من أبي بكر وعمر
فيضرب معك منا بالسيف ستون ألفاً قال فلما قاموا ليخرجوا وتبين منهم قال ارجعوا
لأحدثكم حديثاً فرجعوا قال حدثني أبي عن جدي عن علي بن أبي طالب أن رسول الله صلى
الله عليه وسلم قال يا علي أبشر أنت وشيعتك في الجنة إلا أن ممن يحبك قوماً يظهرون
الإسلام ويلفظونه يمرقون من الحنيفية كمروق السهم من الرمية لهم نبز يدعون به يقال
لهم الرافضة فإن أدركتهم يا علي فقاتلهم فإنهم مشركون قال زيد هم أنتم اللهم إن
هؤلاء حربي في الدنيا والآخرة ثم دعا عليهم. وعنه وقد سئل عن أمر فدك فقال عن
فاطمة ذكرت لأبي بكر أن النبي صلى الله عليه وسلم أعطاها فدكاً فقال ائتيني على ما
تقولين ببينة فجاءت برجل وامرأة فقال أبو بكر رجل مع الرجل أو امرأة مع امرأة
فأعيت فقال زيد وايم الله لو رجع القضاء إلي لقضيت بما قضي به أبو بكر وعنه أنه
قال من سب أبا بكر وعمر فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجميعن.
ذكر ما روي إن جعفر بن محمد
عن جعفر وقد سئل عن أبي بكر وعمر فقال أتبرأ ممن تبرأ منهما
فقيل له لعلك تقول هذا تقية فقال إذاً أنا بريء من الإسلام ولا نالتني شفاعة محمد
صلى الله عليه وسلم. وعنه قال ما أرجو من شفاعة علي إلا وأنا أرجو من شفاعة أبي
بكر مثله وعنه قال الله بريء ممن بريء من أبي بكر وعمر. وعنه وقد قيل له إن فلاناً
يزعم أنك تبرأ من أبي بكر وعمر فقال جعفر الله بريء منه فإني لأرجو أن ينفعني الله
بقرابتي من أبي بكر ولقد اشتكيت شكاة فأوصيت إلى خالي عبد الرحمن بن القاسم. وعنه
أنه كان يقول ما أدري لأي جدي أنا أرجى لشفاعة أبي بكر أو علي بن أبي طالب ومن لم
يسمه الصديق فلا صدق الله حديثه وقد دخل عليه وهو مريض فقال اللهم إني أحب أبا بكر
وعمر فإن كان في نفسي غيره فلا تنلني شفاعة محمد صلى الله عليه وعنه وقد سئل عنهما
فقال أتسأل عن رجلين قد أكلا من ثمار الجنة.
ذكر ما روي عن موسى بن جعفر عن
أبيه جعفر
وقد سئل عنهما فقال أبو بكر جدي وعمر ختني أفتراني أبغض جدي
وختني.
ذكر ما روي عن أولاد الحسن بن علي بن عبد الله بن الحسن بن
علي بن أبي طالب
عن عبد الله وقد سئل عن أبي بكر وعمر فقال أفضلهما وأستغفر
لهما فقيل له لعل هذه تقية وفي نفسك خلافة فقال لا نالتني شفاعة محمد صلى الله
عليه وسلم إن كنت أقول خلاف ما في نفسي وعنه وقد سئل عنهما فقال صلى الله عليهما
ولا صلى على من لم يصل عليهما وعنه أنه قال لرجل من الرافضة والله إن قتلك لقربة
لولا حق الجوار وعن أبي محمد بن صالح أخي الحسن بن صالح عن عبد الله بن الحسن أنه
قال له يا ابن الصالح ورب هذه البنية يعني الكعبة إن ما يقولون في الإمامة لباطل.
ذكر ما روي عن الحسن بن الحسن أخي
عبد الله
عن الحسن أنه قال لرجل ممن يغلو فيهم ويحكم أحبونا بالله فإن
أطعنا الله فأحبونا وإن عصينا الله فأبغضونا فقال له رجل إنكم ذوو قرابة من رسول
الله صلى الله عليه وسلم وأهل بيته فقال ويحكم لو كان الله نافعاً بقرابة رسول
الله صلى الله عليه وسلم بغير عمل بطاعته لنفع بذلك من هو أقرب إليه منا أباه وأمه
والله إني أخاف أن يضاعف الله للعاصي منا العذاب ضعفين والله إني لا أرجو أن يؤتي
المحسن منا أجره مرتين قال ثم قال لقد أساء بنا آباؤنا وأمهاتنا إن كان ما يقولون
من دين الله ثم لم يخبرونا به ولم يطلعونا عليه ولم يرغبونا فيه ونحن كنا أقرب
منهم قرابة منكم وأوجب عليهم وأحق أن يرغبونا فيه منكم ولو كان الأمر كما يقولون
إن الله جل وعلا ورسوله صلى الله عليه وسلم اختار علياً لهذا الأمر وللقيام على
الناس بعده فإن علياً أعظم الناس خطيئة وجرماً إذ ترك أمر رسول الله صلى الله عليه
وسلم أن يقوم فيه كما أمره ويعذر إلى الناس فقال له الرافضي ألم يقل النبي صلى
الله عليه وسلم لعلي من كنت مولاه فعلي مولاه فقال أما والله لو يعني رسول الله
صلى الله عليه وسلم بذلك الأمر والسلطان والقيام على الناس لأفصح به كما أفصح
بالصلاة والزكاة والصوم والحج ولقال أيها الناس إن هذه لولي بعدي فاسمعوا وأطيعوا
خرج جميع الأذكار من أهل البيت الحافظ أبو سعد إسماعيل بن علي بن الحسن السمان
الرازي في كتاب الموافقة بين أهل البيت والصحابة رضوان الله عليهم أجمعين.
فصل يتضمن ذكر أبي بكر وعلي
عن علي قال قيل لعلي وأبي بكر يوم بدر مع أحدكما جبريل ومع
الآخر ميكائيل وإسرافيل ملك عظيم يشهد القتال أو قال يشهد الصف خرجه أحمد والحاكم
في المستدرك على الصحيحين وتمام في فوائده.
مواضيع مماثلة
» الباب الرابع فيما جاء مختصاً بالأربعة الخلفاء
» الباب الأول التـــحـــريــــف
» الباب الثاني ذكر العشرة وذكر الشجرة
» الفصل الخامس في ذكر من أسلم على يديه
» الفصل الخامس الكتاب المقدس من وجهة نظر الإسلام.
» الباب الأول التـــحـــريــــف
» الباب الثاني ذكر العشرة وذكر الشجرة
» الفصل الخامس في ذكر من أسلم على يديه
» الفصل الخامس الكتاب المقدس من وجهة نظر الإسلام.
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى