شبهات النصارى حول الإسلام 7
شبكة الميزان :: منتدي النصاري في الميزان :: هل الكتاب المقدس كلام الله ؟ :: الأجوبة الجلية في الرد على الإفتراءات المسيحية
صفحة 1 من اصل 1
شبهات النصارى حول الإسلام 7
ثانياً : الطعن في عربيته
وبلاغتهو ذكر
النصارى أيضاً أن في القرآن ألفاظاً غير عربية كأسماء الأنبياء السابقين و بعض
الأسماء المستعارة من لغات أخرى مثل: استبرق، جهنم، ماعون، سندس، مشكاة…فوجود هذه
الكلمات في القرآن كما يرى النصارى يقدح في عربية القرآن بل و
بلاغته.
و يرد
الألوسي بأن وجود كلمات يسيرة لا تتجاوز الثلاثين غير عربية في القرآن أو في كلام
عربي لا تخرجه عن عروبته ، ثم هذه الألفاظ ، و إن كانت في أصولها غير عربية فإن
العرب عربتها بألسنتها فصارت عربية، و كان الإمام الشافعي يمنع أن تكون أصول هذه
الكلمات أعجمية ، بل يراها عربية وإن وجدت في لغات أخرى فهي مما نقله العجم عن
العرب ، و كان يقول " لا يحيط باللغة إلا نبي " .
و يرى
محمد عزة دروزة أن سبب تعريب العرب لهذه الكلمات لأنها تتعلق بمسميات غير مستعملة
في الحياة العربية، و صلت إلى العرب من الاحتكاك بالأمم أوزان ألفاظهم ، و ذلك قبل
نزول القرآن الكريم .
و مما
قاله النصارى مشككين في بلاغة القرآن و جزالته قولهم بأن في القرآن أخطاء نحوية ، و
ضربوا لذلك أمثلة نورد بعضها.
و قد جهل
هؤلاء أن القرآن سابق على قواعد النحو التي وضعها سيبويه و الخليل الفراهيدي
معتمدين في استنباطهم لهذه القواعد على القرآن الكريم و بعض أشعار العرب فلا يمكن
أن تكون هذه القواعد اللاحقة حكماً على الأصل الذي صدرت عنه.
ثم إن
المتبصر العارف بلغة العرب يرى أن هذه المواضع التي أنكرها النصارى لم تخالف لغة
العرب و ما عهد عنهم و إن ظهر ذلك للعامي أو الأعجمي.
فأما
قوله تعالى { إن هذان لساحران } فجاءت فيه { إن } ساكنة، و هي ليست " إنّ " التي
تستلزم نصب الاسم و رفع الخبر ، و يرى شلبي بأن لكلمة " هذان " توجيهان : الأول :
أن اسم إن المخففة هو ضمير الشأن المحذوف ، و خبرها جملة { هذان لساحران } و
الثاني: أنها للنفي بمعنى : ما هذان إلا ساحران ، و في كلا الحالين ترفع كلمة {
هذان } .
و أشكل
على النصارى أيضاً نصب لفظة { الصابرين } في قوله { والموفون بعهدهم إذا عاهدوا و
الصابرين في البأساء و الضراء و حين البأس }
و يرى دمشقية عجمة القس شروش و هو
يحتج على هذه الآية التي نصبت لفظة { الصابرين } لعطفها على قوله { و في الرقاب }
أو نصبها كان بسبب فعل محذوف ، و تقدير الكلام: أعني الصابرين. و سبب الإضمار هو
الإشعار بفضل الصبر.
و أما
تأنيث العدد في قوله { و قطعناهم اثني عشر أسباطاً أمماً } فسببه أن التميز ليس {
أسباطاً } بل: فرقة. و هي مؤنثة و وافقها العدد، و أما أسباطاً فهي بدل كل من كل
.
و أما
نصب قوله { المقيمين } في قوله تعالى { لكن الراسخون في العلم منهم و المؤمنون
يؤمنون بما أنزل إليك و ما أنزل من قبلك و المقيمين الصلاة } فقد نصبت لأن الواو
التي قبلها ليست بواو العطف، بل الواو المعترضة و ما بعدها نصب على المدح ، و تقدير
الكلام: أعني المقيمين الصلاة .
فيما
رفعت كلمة { الصابئون } في قوله { إن الذين آمنوا و الذين هادوا و الصابئون و
النصارى من آمن بالله و اليوم الآخر و عمل صالحاً } قال سيبويه: الرفع محمول على
التقديم و التأخير ، و التقدير: إن الذين آمنوا والذين هادوا ….و الصابئون و
النصارى كذلك ، و يورد الجزيري وجهاً آخر يجيز الرفع : أن { الصابئون } معطوفة على
اسم محل إن ، و اسم إن ينصب لكنه يبقى مرفوعاً للمحل ، سواء كان محل الاسم قبل
الخبر أو بعده .
و هذه
الصور و غيرها مما ذكر علماؤنا يدل على جهل مثيري الشبهات من النصارى بقواعد اللغة
كما يدل على عظمة القرآن و بيانه.
ثالثاً : الزعم بوجود الخطأ في
القرآنو زعم
النصارى أيضاً بوجود أخطاء تاريخية في القرآن الكريم ، فذكروا أن إبراهيم هو ابن
تارح و ليس آزر ، و أن الذي وجد موسى و رباه بعد أن ألقته أمه في اليم هو ابنة
فرعون- و ليس زوجه -كما ذكر الكتاب المقدس،و عجبوا كيف يذكر القرآن بأن الذي صنع
العجل هو السامري ، و السامرة مدينة في فلسطين لم تكن أيام موسى و وجدت بعده عام
742. ق. م ، و رأوا أن الذي صنع العجل هو هارون عليه السلام ، و اعتبر النصارى أن
من الخطأ ذكر هامان على أنه وزير لفرعون ، إذ هو وزير لملك فارس كما صرح سفر استير
، و بنى صرحه ببابل و ليس بمصر (و يقصدون برج بابل).
و قد رد علماؤنا على
زعم النصارى بأن ما ذكروه ليس بحجة إذ أن التوراة المحرفة لا يمكن أن تكون حجة على
القرآن الكريم.
و
بالنسبة لما ورد في اسم أبي إبراهيم فإن المفسرين ذكروا أن آزر هو عم إبراهيم ، و
سماه القرآن أباً له ، لأن العم بمقام الأب ، وهو استعمال معهود في اللغة ، ومستعمل
في المجتمعات العربية حتى الآن.
و أما
تسمية القرآن لصانع العجل لبني إسرائيل بالسامري فليس نسبة لمدينة السامرة التي
بنيت فيما بعد ،بل هو اسم قديم ،فالسومريون اسم لحضارة قديمة وجدت الميلاد بأربعة
آلاف سنة في جنوب العراق ، واستمرت هذه الحضارة قائمة حتى عام 2000 ق.م ، وقد تميز
السومريون بالمصنوعات الخزفية ، فلعل السامري الذي صنع العجل لبني إسرائيل منهم ،
ومما يؤكد قدم هذا الاسم أن السامرة قد سميت بذلك نسبة لسامر الذي باع جبل السامرة
بوزنتين من فضة (انظر ملوك (1)16/24) ، وعليه فإن السامري اسم لرجل كان قبل مدينة
السامرة ، و ليس من دليل يمنع ذلك ، و الياء الملحقة بالاسم ليست ياء النسب ، فهي
كقولنا : الشافعي .
ثم إن كلمة " السامري"
في أصلها كلمة عبرانية معناها: " الحارس " فقد يكون مقصود القرآن أن الذي أضل بني
إسرائيل هو المعروف بالحارس .
و أما هامان فليس هناك
ما يمنع أن يكون اسماً لأحد وزراء أو مستشاري فرعون ، و لا يمكن إقامة دليل على عدم
وجود مستشار بهذا الاسم أو اللقب
هذا و لم تتحدث التوراة
عن الصرح الذي طلب فرعون بنائه ، و أما المؤرخون فإن منهم من يقول بأن البناء قد
تمّ ، ثم دكه الله فليس هو برج بابل .
و أرى أن
القرآن لم يتحدث عن بناء الصرح و إن ذكر جرأة فرعون على الله و استخفافه بقومه بأن
أوهمهم بأنه إذا بنى الصرح سيغالب الله، لكن كما قال المفسرون فإن فرعون أعقل من أن
يجهل عظمة الله ، و لن يجهل ضعف مثله و قعوده عن مقام الربوبية.رابعاً :
الزعم بوجود مبالغات في القرآنو في نقد النصارى للقرآن ذكروا أن فيه مبالغات و أموراً
هي للأسطورة منها أقرب للحقيقة ، و مثل القس شروش لذلك بما جاء في قصة الرجل الذي
أماته الله و حماره مائة عام ، ثم بعثه ، و تساءل عن الحكمة من بعث الحمار ، و ذكر
أيضاً باللمز والسخرية استخدام سليمان للجن و وصف الصرح الذي دخلته ملكة اليمن ، و
مثله مسخ البشر إلى قردة و خنازير .
و مثل
هذه الإخبار لم يقم دليل ينهض بتكذيبها، و غرابتها غير كافية للحكم بردها ، ثم قد
وقعت في موقع الأعجوبة المعجزة أو العقوبة الإلهية المتناسبة مع عظم الضلال الذي
وقع به بنو إسرائيل قتلة الأنبياء ،فكان من المناسب أن يعاقبوا بعقوبة يشعرون
بمرارتها طويلاً ، ولو أماتهم حينذاك لكان في الموت راحة لهم ، ومسخهم عقوبة أبلغ
في لبعقوبة ، و الله على كل شيء قدير.
و أما
مسخ عصاة بني إسرائيل إلى قردة و خنازير الوارد في قوله تعالى { و جعل منهم القردة
و الخنازير و عبدة الطاغوت } فقد ذكر العلماء له معنيين : أولهما أن المسخ كان
مسخاً للقلوب فقط أي أنه مجازي.و ثانيهما: و هو قول جمهور المسلمين أنه مسخ حقيقي .
و أياً كان فإن النصارى الذين يقولون بتقمص الخالق للمخلوق لا يليق بهم أن يعترضوا
على مثل هذه العقوبة الإلهية ، كما أن المسيح يورد ما يفيد جواز وقوع هذا المعنى
فيقول:" إن الله قادر على أن يحول هذا الحجر إنساناً " (انظر متى
3/9)
المحور الرابع : حول إعجاز القرآن الكريمو إبطالاً لمعجزة القرآن فإن النصارى يرون بأن قوة
الكتاب اللغوية و جزالته ليست بكافية للحكم بنبوة صاحبه ، و يذكرون بأنه قد كان في
الدنيا أعمال أدبية صدر بعضها من أناس لا يعرفون القراءة و الكتابة كالإلياذة
اليونانية و التي يقال بأن كاتبها هو الأعمى هوميروس، و كذلك الحال في قوانين
حمورابي و المعلقات السبع للعرب.
و
المسلمون لا يقولون بأن فصاحة كتاب و بلاغة كاتب دليل على نبوته ، بل يرون أن
القرآن ظهر في أمة تتفاخر بنظمها و نثرها ، فدعاهم لمعارضة القرآن، فعجزوا ، فدعاهم
ليأتوا بمثل سورة منه ، فعجزوا لمعرفتهم بعظمة هذا الكتاب ، و قد عرفوا قعودهم عن
الإتيان بمثله ، و لو كانوا يرون في المعلقات السبع أو غيرها ما يقارب القرآن في
نظمه لقالوا للنبي صلى الله عليه وسلم ذلك ، و لكسبوا منه التحدي، لكنهم في الحقيقة
عجزوا عن مقارعته ، و أقر الوليد بن المغيرة - و هو للنبي صلى الله عليه وسلم عدو و
خصم - أقر بعظمة القرآن فقال: " قد سمعت من محمد أنفاً كلاماً ما هو من كلام الإنس
و لا من كلام الجن ، و إن له لحلاوة ، و إن عليه لطلاوة ، و إن أعلاه لمثمر ، و إن
أسفله لمغدق، و إنه يعلو و لا يعلى عليه ، و إنه ليحطم ما تحته " و لذلك لم يجدوا
أمام بيان القرآن إلا أن يقولوا { إن هذا إلا سحر يؤثر } .
ثم إن
إعجاز القرآن لا يتوقف على بلاغته فقط، يقول نديم الجسر:" إن إعجاز القرآن لا يقوم
على بلاغته فحسب كما يظن البعض ، و لكن يمتد إلى ما فيه من آيات معجزات تحمل لعلماء
الطبيعة أسراراً من حقائق الطبيعة، و لعلماء الاجتماع أسراراً في نواميس المجتمع ،
و للفلاسفة أسراراً من حقائق الوجود، و لعلماء التاريخ أسرار من دقائق الأخلاق[
هكذا ]، و علماء النفس أسراراً من قواعد علم النفس ، و لعلماء التربية أسراراً من
أساليب التربية.
و سر
الإعجاز في تلك الآيات أنها نزلت على رسول الله محمد النبي الأمي وليد البيئة
الأمية قبل قرون طويلة من انكشاف أسرار العلم التي وصلنا إليها اليوم " .
و بقي
التحدي القرآني يدعو أرباب الفصاحة للإتيان بمثل هذا القرآن ، فما قدر على معارضته
أحد على كثرة الأعداء ، و توافر البلغاء ، لكن القس أنيس شروش يرى أن هناك من لبى
تحدي القرآن ، فيقول: " أذكركم أن شعراء قبل محمد (!) و بعده لبوا هذا التحدي
".
و لم
ينقل لنا شروش من هذه المحاولات سوى ما ذكره من اقتباس من إحدى المحاولات الحديثة ،
و قامت به " مجموعة صغيرة من المفكرين في أورشليم عملوا لتحقيق مشروع عمره 16سنة "
، و المشروع كما يظهر في السياق الآتي هو محاولة لصياغة الإنجيل على محاكاة القرآن
، و قد عرض لنموذج منه القس شروش فقال:" بسم الله الرحمن الرحيم. قل يا أيها الذين
آمنوا إن كنتم تؤمنون بالله حقاً فآمنوا بي و لا تخافوا. إن لكم عنده جنات نزلاً.
فلأسبقنكم إلى الله لأعدها لكم ، ثم لآتينكم نزلة أخرى ، و إنكم لتعرفون السبيل إلى
قبلة العليا. فقال له توما الحواري: مولانا إننا لا نملك من ذلك علماً. فقال له
عيسى: أنا هو الصراط إلى الله حقاً ، و من دوني لا تستطيعون إليه سبيلاً ، و من
عرفني فكأنما عرف الله ، و لأنكم منذ الآن تعرفونه و تبصرونه يقيناً ، فقال له
فيليب الحواري : مولانا أرنا الله جهرة تكفينا، فقال عيسى: أو لم تؤمنوا بعد و قد
أقمت معكم دهراً ؟ فمن رآني فكأنما رأى الله جهراً "…النص مأخوذ من إنجيل (
يوحنا 14/1-6 ) إنه نص جميل بلغة عربية جميلة
".
ثم عرض
القس قولين آخرين اعتبرهما من بلاغة العرب التي حاذت أو فاقت بلاغة القرآن ، فقال:
"مثال آخر لعلي بن أبي طالب : إنما الدنيا فناء ليس للدنيا ثبوت ، و إنما الدنيا
كبيت نسجه العنكبوت "، و القول الثاني : " كيفية المرء ليس يدركها ، فكيف كيفية
الجبار في القدم ، هو الذي أنشأ الأشياء مجتمعاً فكيف يدركه مستحدث النسم ؟
".
و كتب من
قبل مسيلمة "نقي كما تنقين ، لا الماء تدركين ، و لا الشراب تمنعين" و قال أيضاً :"
ألم ترى كيف فعل ربك بالحبلى ، أخرج من بطنها نسمة تسعى ، من بين شراشيف و حشى "
فيما قال النضر بن الحارث و كان من فصحاء قريش : " و الزارعات زرعاً. و الحاصدات
حصداً. و الطاحنات طحناً. و العاجنات عجناً. و الخابزات خبزاً…."
.
و كان
الأقدمون قد عرفوا قدر معارضات مسيلمة و النضر فزادت يقينهم بالقرآن و إعجازه ، و
ما على نصارى اليوم إلا أن يعرضوا جهد ستة عشر عاماً قامت به مجموعة من المفكرين
بإعادة صياغة نص قديم، ثم يضعوه إزاء أسلوب القرآن الكريم لتظهر الثريا من الثرى. و
قد صدق ابن المقفع عندما أراد معارضة القرآن ، ثم رأى عجزه عن مثل هذا البيان فقال:
أشهد أن هذا لا يعارض، و ما هو من كلام البشر. ، و مثله صنع يحيى الغزال بليغ
الأندلس .
و كان
علماؤنا من قبل قد نقدوا أساطين الشعر العربي في الجاهلية و بعد الإسلام و بينوا ما
تخلل شعرهم من نقص البشر و سوء التعبير ، و من ذلك نقد الباقلاني لمعلقة امرئ القيس
.
و يكفي
أن نعرض المقارنة و الدراسة نموذجاً سريعاً لمعنى جاء به القرآن و قالته العرب في
حكمتها، فإن الناظر فيهما يقف على الفارق بين كلام البشر و كلام رب البشر ، فقد
قالت العرب في قتل القاتل " القتل أنفى للقتل "، و قال القرآن { و لكم في القصاص
حياة } .
و يحكي
الدكتور إبراهيم خليل في كتابه" لماذا أسلم صديقي، و رأي الفاتيكان في تحديات
القرآن " يحكي قصة طبيب مصري مسيحي قرر كتابة كتاب يرد فيه على تحدي القرآن ، يعنون
له بعنوان : "و انتهت تحديات القرآن " .
و قد كتب
الطبيب المصري رسالة ، و أرسل صورة منها إلى ألفي عالم أو معهد أو جامعة ممن تخصصوا
بالدراسات العربية و الإسلامية في مختلف أنحاء العالم، وكان مما سطره في خطابه قوله
:" القرآن يتحدى البشرية في جميع أنحاء العالم في الماضي و الحاضر و المستقبل بشيء
غريب جداً ، و هو أنها لا تستطيع تكوين ما يسمى بالسورة باللغة العربية…السورة رقم
112 ، و هي من أصغر سور القرآن ، و لا يزيد عدد كلماتها عن 15 كلمة ، و يتبع ذلك أن
القرآن يتحدى البشرية بالإتيان بـ(15) كلمة لتكوين سورة واحدة كالتي توجد
بالقرآن….
سيدي:
أعتقد أن مهاجمة هذه النقطة الهامة و الخطيرة ، و ذلك بالإتيان بأكبر عدد ممكن من
السور كالتي توجد، أو - آمل أن تكون - أفضل من تلك الموجودة بالقرآن سيسبب لنا
نجاحاً عظيماً لإقناع المسلمين بأنا قبلنا هذه التحديات ، بل و انتصرنا عليهم….فهل
تتكرم يا يدي مشكوراً بإرسال 15 كلمة بالغة العربية أو أكثر من المستوى البياني
الرفيع مكوناً جملة كالتي توجد في القرآن…".
و قد
أثبت إبراهيم خليل العناوين الألفين التي أرسل لها الخطاب ، و تكررت محاولة الطبيب
المسيحي أربع مرات طوال سنة 1990م .
فكانت
محصلة ثماني آلاف رسالة أرسلها أن وصلت إليه ردود اعتذار باهتة عرض صورها إبراهيم
خليل ، منها اعتذار كلية الدراسات الشرقية و الإفريقية في جامعة لندن فقد كان ردها
:" آمل أن نتفهم أن كليتنا و أعضاؤها يرفضون الخوض في المنازعات الدينية ، و
بالتالي فإنه لا يمكننا إجابة طلبك "، و أما رد إذاعة حول العالم (مونت كارلو) فكان
" الموضوع الذي طرحته موضوع هام ، لكننا كإذاعة لا نحب أن ندخل في حمى و طيس هذه
المعركة ، إذ لا نظن أنها تخدم رسالة الإنجيل، فرسالتنا هي رسالة محبة ، و ليست
رسالة تحدي…".
و أما رد
الفاتيكان فقد جاء فيه "بوصفنا مسيحيون فنحن 0لا نقبل بالطبع أن يكون القرآن هو
كلام الله على الرغم من إعجابنا به حيث يعتبر القمة في الأدب العربي..و لقد أخبرني
زميل مصري بأن أفضل أجزاء القرآن تذكره بأجزاء من الكتاب المقدس ، و لكن هذا بالطبع
لا يعني أنه أوحي به من عند الله كما هو الحال في الكتاب المقدس ، و هناك نقطة
عملية تعوق مسألة الإتيان بسورة من مثل القرآن ، و هي : من ذا الذي سيحكم على هذه
المحاولة إن تمت بالفعل…" و لذلك اعتذروا عن إجابة طلبه ، فأعاد المراسلة جميع
معاهد و مؤسسات الفاتيكان طالباً إجابة التحدي ، وعرض أن يكون هو الحكم بين القرآن
والفاتيكان ، و طلب من الأب " ليو" في الفاتيكان أن ينقل أي جزء مكون من 15 كلمة من
الكتاب المقدس ليعارض بها القرآن ، فكانت الإجابة مشابهة لإجابة المئات الذين لم
يردوا على الطبيب، بل صمت مدقع .
{ فإن لم
تفعلوا و لن تفعلوا فاتقوا النار التي وقودها الناس و الحجارة أعدت للكافرين }
و كنموذج
للإعجاز القرآني عرض إبراهيم خليل لكلمة " علق " الواردة في قوله تعالى { خلق
الإنسان من علق } فلمادة " علق " في اللغة واحداً و ثلاثين معنىً ذكرها ابن منظور
في قاموسه " لسان العرب "، و هذه المعاني كما يرى إبراهيم خليل تنطبق جميعاً على
الإنسان فقد " و صفت جميع صفات الإنسان التشريحية و الفسيولوجية و النفسية و
العاطفية و الاجتماعية منذ كان جنيناً في بطن أمه حتى صار رجلاً يحب و
يكره…
فالإنسان
بحق من علق قد خلقه الله من السائل المنوي (العلوق) ، وعلقت بأمه (حملت به) ، فأصبح
علقة (كدودة حمراء تكون في الماء تعلق بالبدن و تمتص الدم ثم إذا خرج من بطن أمه
احتاج إلى الشراب و اللبن و الطعام (العليق و العلوق) ، و يطلق العلق أيضاً على ما
يتبلغ به من العيش.
و
الإنسان شديد الخصومة محب للجدل (علاقي معلاق)يكره (امرأة علوق) و يحب (علقت منه كل
معلق)…إلى آخر تلك المعاني التي فصلت خصائص الإنسان و أطوار حياته
الأولى.
و صدق
العلماء الذين درسوا إعجاز القرآن حين قالوا:" إن القرآن رغم إيجازه المعجز في عدد
كلماته، بل و في عدد حروفه إلا أن المعاني التي تجيء بها كل كلمة فيها إرباء و
إنماء و زيادة ، أي أن كل كلمة تولد ، و تعطي من المعاني ما لا يحصر له
".
و مرة
أخرى سارع الطبيب النصراني إلى مراسلة كليات و معاهد العالم طالباً منهم أن يأتوا
بكلمة بديلة لـ" علق " تقوم مقامها أو تعطي نصف المعاني التي تعطيها كلمة " علق " ،
و مرة أخرى لا مجيب !!
مواضيع مماثلة
» شبهات النصارى حول الإسلام 1
» شبهات النصارى حول الإسلام 2
» شبهات النصارى حول الإسلام 3
» شبهات النصارى حول الإسلام 5
» شبهات النصارى حول الإسلام 6
» شبهات النصارى حول الإسلام 2
» شبهات النصارى حول الإسلام 3
» شبهات النصارى حول الإسلام 5
» شبهات النصارى حول الإسلام 6
شبكة الميزان :: منتدي النصاري في الميزان :: هل الكتاب المقدس كلام الله ؟ :: الأجوبة الجلية في الرد على الإفتراءات المسيحية
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى